المشاعر المجروحة تؤثر في الإنسان ولها وجع وألم معنوي ينكأ الوجدان والإفضاء بها يؤرق وهي مكنون الباطن محبوسة مذبوحة في طيات الضلوع وبقاؤها يظل جارحا وتحتاج تصبّر المشاعر التي سُميت مجروحة لأن فيها جروحا خفية في باطن الإنسان تُطفئ عند المجروح جذوة السعادة وتتلف أحيانا فرحته وأُنسه ولا عجب إذا طال عطبها إبداعاته يُعاني الشخص المجروح آلاماً داخلية وشعوراً وإحباطاً في حياته ومع كثرة الجراحات قد يتحول الشخص المجروح إلى شخص متشائم الإدلاء بالمشاعر المجروحة أحيانا يشفي ويريح والدمع المسكوب لها لا يضيع والآهة منها تُفرّج عن القلب بل تفتح نافذة العاطفة تتنفس منها وتفكُ ضائقة الروح هكذا نحن نمتلئ بباطنٍ رهيف سِّرهُ عجيب شفيف الجارحون كثُر ومنهم الأهل والأقرباء والأصدقاء وهم قد يجرحون بعضهم في لحظة غضب بلفظ صعب نسيانه بل ينطوي المجروح على نفسه ويتغير حاله ويتساءل السائل عنه غير مدرك لأثر ألفاظه الجارحة أسوء الجراح ما يكون بين الزوج والزوجة يجرح كل منهما الآخر فيُحدث الجفاء والبعد وتذهب الابتسامة والروح والمرح بينهما وكذلك الأخت مع أختها أو الأخ مع أخته أو أخيه وبين الأصدقاء والصديقات يُسببون آلاماً نفسية وخيبة أمل حتى يفقدوا بذلك لذة الألفة والصداقة الكلمات الطيبة المعسولة سمّيت مجازا بذلك لأنها ذات الأثر الذي يُخلفه تناول السكر أو العسل وحينما نراه بين الناس نتذكر قول ربنا عزوجل: (وقولوا للناس حسناً) كُن جميلا وأنطق حسنا أو تجمّل بالسكوت ورفقاً بمشاعر الآخرين إذا كان الجمال يجذب العيون فالأخلاق تملك القلوب حينما أراد الله وصف نبيه صلى الله عليه وسلم لم يصف نسبه أو حسبه أو ماله أو هيئته إنما ذكره: (وإنك لعلى خلق عظيم) هنالك من هو حذق في الألفاظ مُطيب مطبب للمشاعر يربطك بحنين دفين حتى تقول عنه أني أسأل عنه وهو معي وتطرفه عيني وهو في سوادها ويشكو النوى قلبي وهو بين أضلعي اللهم لطفك ورضاك والجنة وقدر لكل قلب المودّه والحنان وأبعد الجفاء والخذلان ورغبّنا بتضميد الجروح والإحسان