أبدا مقالي بسؤالين.!! ما هو الفرق بين من ينضح حديثه بالخشونة والالفاظ الجافة والمعاني الجارحة؟ وبين من يقطر حديثه رقة وعذوبة وحسن وجمال؟ هل تعجز أن تصنع من لسانك ألفاظاً عذبة وحروفاً رقيقة تضفي على شخصيتك الكثير بالتفرد والتميز؟ اليوم تواصل معي شخص ناصحاً وموجهاً ومنتقداً لي بألفاظ سيئة وبذيئة وقذرة وغير مهذبة وخالية من الحسن والجمال والتلطف والانتقاد البناء. أما علم أن الألفاظ الحسنة تدل على ذوق أدب ورقي فكر صاحبه!!! هذا هو الفقر بعينه الذي نعاني منه في أبسط تعاملاتنا الحياتية اليوم، فالفقير هو الخالي من أبسط مبادئ صياغة الكلام المنظم المتسم بالرقة واللطف المعبر عن أعماق آيات الحب والعرفان في مفردات أحاديثنا اليومية، والكثير منا أصبح يفتقد للألفاظ العذبة والراقية والجميلة؟! إن طريقة حديثك مع الأخرين تكشف كثيراً من جوانب شخصيتك، ولو كان لقاؤك بهم قد حدث مرة واحدة، فالكلمات الجميلة واللبقة كفيلة بأن تفتح لك باباً في قلوب الأخرين، ودروباً واسعة من الحب والتقدير، والإهتمام ونظرات جمة من الود والإعجاب.. فالكلمة الطيبة صدقة كما قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».. ترويقة: قالو قديماً: قلبك دليلك؛ لكنهم اليوم يقولون وبقوة: لفظك دليلك، فحسن ألفاظك تتحسن أخلاقك، فهل هناك أبلغ خلقاً من تعبيرك وامتنانك لأمك أو لأختك أو لزوجك أو لصديقك، فقل قبل بداية أي حديث، "أحبك - أشكرك - ممتن لك - أقدر معروفك - الله يسعدك - الله ييسر أمرك - الله يبارك فيك - الله يرضى عليك".. ومضة: اجعل كلماتك تنساب من شفتيك كما تنساب القطرة من فم السقاء، عذبة ندية كنداوة حبات المطر.. ولا تكن فقيراً بالفاظك.!! قال الله تعالي: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا)، فحسن لسانك ستجد نتيجة رائعه من الآخرين .