شَكَل بداية ظهور الإعلام الاجتماعي،بروز نوع جديد من الإعلام، الذي وصفه الكثيرون بأنه أسقط حصون الإعلام التقليدي، وعطل دور حارس البوابة؛ ليشكل بداية جديدة لحرية التعبير اللامتناهية. فجميع من يملك حسابا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لديه الحق المطلق في التعبير عن رأيه، سواء أكان رأيه "صح أم غلط" .. مؤثرا أو غير مؤثر.. مخالفا للقوانين أم لا.. كل هذا غير مهم، فالإعلام الجديد هو إعلام بدون قيود أو ضوابط. وبالطبع كان هذا الإعلام الذي سمي بالإعلام الاجتماعي "مجانيا"، ولا يلزم الفرد إلا أن يمتلك إنترنت،ويكون على دراية قليلة بكيفية إنشاء حساب باسمه أو باسم مجهول لينطلق ويغرد بأعلى صوته بكل ما يجول في باله، أو يعكس فكر وأجندات من وظفه. لا عاقل يستطيع أن ينكر الدور الفاعل والمحرك لحركات التمرد، التي انطلقت شرارتها من خلال الإعلام الإلكتروني؛ حيث استطاع القائمون عليه الترويج له بأنه السبيل والخلاص من الكبت وعدم الشفافية، وأطلقت من خلاله شرارة ما سمي بالربيع العربي فمن خلال كبسة زر حتى انتشر انتشار النار في الهشيم. وها هو الإعلام الاجتماعي يبسط ذراعيه على الجميع منذ ما يزيد عن 20 عاما بدءا من ظهور المدونات إلى ظهور الفيسبوك وتوتير وغيرهما من المنصات التي اتخذها كبار رؤساء الدول كمنبر لهم .. لن أزيد: الإعلام الإلكتروني، أو الإعلام الاجتماعي ،، أو أي وصف يعبر عن هذه الأداة التي أصبحت جزءا من واقعنا، وها هو رئيس أكبر الدول في العالم يصف هذا النوع من الإعلام بالإعلام المأجور، ولا غرابة في ذلك بعد أن أوقف هذا الإعلام تغريدات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية. نتعامل اليوم مع شركات ذات نفوذ وتأثير لا حد له، فالحروب اليوم لم تعد بامتلاك أكبر أسطول جوي أو بحري أو بري وحسب، بل بامتلاك سلطة التأثير من خلال "التقنية"، فما هو موقعنا عالميا في مجال التقنية؟ وما هو دورنا في ضبط التدفق الهائل والاستخدام الكبير لهذه الوسائط التي قد تستهدف دولنا وأمنها؟؟