وصفت "وكالة أبناء فارس" المخرج الإيراني مجيد مجيدي الذي يعتزم إنتاج فيلم عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجسد فيه شخصية النبي بأنه " فنان إيراني مؤمن مبدع ملتزم". ونقلت وكالة أنباء فارس عن مجيدي قوله أن إنتاج الفيلم المذكور سيركز على طفولة رسول الله حيث نعيش الآن في "جاهلية حديثة ليكون الفيلم مشعلا يضيء الدرب للجيل الراهن والمستقبل". و شدد مجيدي علي أن هدفه هو الدفاع عن الاسلام والمقدسات السماوية والأديان الإلهية والأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، دون الأخذ بعين الاعتبار الأهداف السياسية البحتة. و تابع قائلا " في حين تم إنتاج أكثر من 200 فيلم عن حياة النبي عيسي وأكثر من 100 فيلم عن حياة النبي موسي فمن الطبيعي أن لا يعرف المسلم الكثير عن حياة نبيه العظيم بسبب قلة الأفلام التي تم إنتاجها عن حياته الشريفة ". و قال المخرج الإيراني "أنه بدأ العمل في التحقيق عن حياة النبي منذ طفولته والتطورات التي شاهدها الرسول والمشاكل التي واجهها حتى بعثته وما لقيه من اجل تبليغ الإسلام من أذي ومصاعب إلي اللحظة الأخيرة من عمره ". و زعم المخرج مجيدي "أن إنتاج هذا الفيلم تم بالتعاون مع علماء ومؤرخين عكفوا علي دراسة سيرة النبي في العالم الإسلامي من دول المغرب وتونس ولبنان والعراق والجزائر بالإضافة إلي علماء الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرجوع إلي مصادر السنة والشيعة في تاريخ الإسلام " . و أشاد المخرج المؤمن (حسب وصف الوكالة) بالذين تعاونوا معه في إنتاج الفيلم وخص بالذكر منهم الفنان سيف الله داد الذي كان يرغب بإنتاج فيلم عن أول سيدة في الإسلام وهي أم المؤمنين خديجة لكنه توفي قبل ذلك. أما وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) فاكتفت بالإشارة إلى أن مجيدي سينتج فيلما عن طفولة رسول الله وحتى سن الثانية عشرة، وبميزانية تفوق ال 30 مليون دولار، بإشراف علماء كبار من العالم الإسلامي، في حين قالت صحيفة "طهران تايمز" أن الفيلم سيكون متوفرا بثلاث لغات هي العربية والفارسية والانجليزية، وسينتهي العمل منه في منتصف العام 2011، أما تصويره فسيكون في إيران وعدة دول إسلامية أخرى. وكان المغرب رفض الأربعاء 3 مارس 2010 تصوير جزء من الفيلم الذي يجسد فيه مجيدي شخصية رسول الله على أرضه وقال محمد باكريم المسئول عن التواصل في المركز السينمائي المغربي، "أن المغرب حسم الأمر منذ زمن، حيث هناك عديد من المواضيع التي لا يتم التطرق إليها ولا يمكن السماح بتصويرها فيه". يذكر أن هناك إجماعا فقهيا من علماء الأمة الإسلامية حول حرمة تجسيد شخصيات الأنبياء في السينما والتلفزيون، وكان هناك التزام عربي به ولكن تلفزيون المنار التابع لحزب الله كسر هذا الإجماع ببثه خلال شهر رمضان الماضي المسلسل الإيراني "النبي يوسف" مدبلجا إلى العربية حيث جسد فيه الممثل الإيراني مصطفى زماني شخصية النبي يوسف، وهو ما وصفه في حينه النائب في البرلمان الإيراني محمود حسيني بأنه "فخر دولي للبلاد". وقد أنتج التلفزيون الإيراني إضافة إلى مسلسل "النبي يوسف" مسلسلات "أهل الكهف"، "مريم العذراء" "النبي أيوب" متجاهلا حرمة تجسيد الأنبياء وهو ما يبدو أنه قد يمتد حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، في ضوء قرار المخرج مجيدي وترحيب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بذلك.