سررت كثيرا بالاتصال الذي تلقيته من معالي نائب وزير العمل والتنمية الإجتماعية للعمل الأستاذ عبدالرحمن أبو ثنين تعقيبا على مقالي يوم الأحد “وزارة العمل .. وخراب البيوت” . وقبل الخوض فيما أوضحه معاليه حول قضية تصيد مفتشي الوزارة للمنشآت والمؤسسات والتي أثرتها في ذلك المقال ، أود تسجيل احترامي وتقديري لمعاليه على سرعة تجاوبه وتفهمه لما طرحت ، رغم قسوة بعض المصطلحات التي أوردتها في ذلك المقال . سأطرح كل ما ذكره تعليقا على تلك القضية من مبدأ إيضاح كافة الحقائق من الجهة الرسمية المختصة ممثلة بمعاليه ، وهي المعلومات التي ربما يجهلها الكثير من المواطنين خاصة من أصحاب المنشآت . فالوزارة لديها 89 بندا يجب التحقق من تطبيقها على المنشآت ، وأحد تلك البنود هو التأكد من تواجد الموظف السعودي . ثم إن جميع جولات التفتيش “مؤتمتة” بالكامل بناء على بلاغات واردة للوزارة والتي تقوم بجدولتها وتحديد المفتش لها . ناهيك عن توفر آلية للاعتراض على أي مخالفة بشكل إلكتروني عبر بوابة الوزارة . فعند فرض العقوبة يتم إبلاغ المنشأة وتزويدها برابط للإعتراض عليها خلال 30 يوما من تاريخ التبليغ . والأهم من كل ذلك أن الغرامة لا تُفرض إذا أثبتت المنشأة توظيفها لسعودي مسجل في سجلات التأمينات الاجتماعية . يقول معالي النائب إن الوزارة تهدف لرفع نسبة التوطين وليس تحصيل المزيد من الغرامات . وإن الوزارة لم تصرف ريالا واحدا لأي مفتش من مفتشيها كنسبة من الغرامات كما يشاع بين الناس . وتأكيدا على أن الوزارة لا تريد إلحاق الضرر بأصحاب المنشآت – والحديث لمعاليه – ، فقد أطلقت عدة مبادرات للتسوية منها خدمة تسوية مخالفات المنشآت للمرة الأولى بتخفيض % 80 من قيمتها متى ما التزمت المنشأة بمتطلبات التوطين . والمبادرة الثانية تخفيض % 70 مقابل توظيف سعودي . والثالثة إيقاف التفتيش على المنشأة التي تلتزم بدفع الأجور إلكترونيا . وآخر المبادرات إيقاف التفتيش على المنشأة التي تستكمل التقييم الذاتي . وإذا كنت أتفهم معاناة بعض أصحاب المنشآت ممن تعرضوا لبعض المواقف المتعسفة من بعض المفتشين ، فإنني أيضا سعيد بهذه المعلومات التي لا تقبل التشكيك أو التأويل كون من صرح بها هو نائب الوزير المعني بالعمل ، وكونها تجيب على كل التساؤلات المطروحة . من الواضح أن هناك فجوة بين الوزارة وما تصدره من قرارات ، وبين ما يصل لأصحاب المنشآت أو ما يفهمونه منها . ولهذا أقترح أن تقوم الوزارة بعقد ندوات في كل المناطق ؛ لتوضيح موقفها ، ومقابلة أصحاب تلك المنشآت ، والإستماع لشكاواهم عن قرب . فلعل في ذلك ما يقلص تلك الفجوة ويحل تلك المشاكل التي تتكرر وتسئ للوزارة وجهودها المثمرة ، ولكم تحياتي.