الإعلان عن إلقاء القبض على وكيل وزارة ومعه عدد من رجال الأعمال والموظفين بتهمة الفساد المالي واستغلال السلطة والنفوذ ، لا يقل أبداً عن الخبر السعيد الذي تطرقت له يوم أمس حول نجاح أمن الدولة في إفشال عملية إرهابية كانت وشيكة الحدوث ، والتي أسفرت عن “نفوق” اثنين من تلك الخلية الإرهابية والقبض على ثالث . فلا فرق عندي بين من يفجر ليهز أمن الوطن واستقراره ، وبين من ينهب المال العام ، ويخون الأمانة التي أوكلت له ، ويؤسس لفرق نهب وسلب وغش وخداع . نعم فالفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة . كلاهما ينخر في جسد الوطن ، ويهدد كيانه ، ويحاول تدمير أساساته . من يخون وطنه ومواطنيه سواء أكان إرهابياً أم فاسداً ، كمن يخون أهله ، ويهدد أمنهم واستقرارهم ومستقبل أطفالهم . أليس الوطن هو الملاذ الأخير لأي مواطن !؟ أليس الوطن هو الأمن والأمان وهو الفراش واللحاف !؟ أليس الوطن هو من يحفظ كرامة مواطنيه من المهانة والذل !؟ نعم هو كذلك بل أكثر من ذلك .. فمن يعتبر نفسه مواطناً حقاً ، لا يقبل أبداً المساس بوطنه الذي منحه الأمن والأمان والكرامة والعزة والشموخ . أما من ينظر للأمور من خلال مصالحة الشخصية والآنية ، وما يحققه من ثروات كسبها بالحرام والخداع والسرقات والرشاوى ، فالوطن منه براء … يقال إن وطناً لا تحميه لا تستحق العيش فيه ، فكيف إذن لو كنت تسرقه نهاراً جهاراً !!؟ عجلة مكافحة الفساد تدور بقوة كما بدأت منذ لحظة الإعلان عنها . لا تهاون ، لا تردد ، لا تباطؤ … فنحن في عهد الحزم والعزم ، في عهد سلمان المجد ، وعهد أمير الشباب وملهمهم سمو ولي العهد محمد بن سلمان . عهد لا يجد الإرهابي والفاسد والسارق والخائن مكاناً له فيه . فشمس العدل لم تغب لحظة ، وسيف الحزم لم يعد لغمده ،وصوت الحق ظل جهوراً مجلجلاً مرعباً . فالوطن الشامخ بطموحاته ، وتطلعاته ، ورؤيته ، لا يقبل أن تلوثه كائنات فاسدة . لا فرق إن كانت تلك الكائنات إرهابية أم خائنة أم فاسدة ، فكلهم في عدائهم للوطن سواء . من حق أمن الدولة ورجالها وقياديي أجهزة مكافحة الفساد وموظفيها ، من حقهم علينا أن نقف احتراماً لهم بعد كل تلك الجهود المثمرة ، وأن ندعو الله أن يمدهم بقوته وتوفيقه فهم في الصفوف الأولى لحماية الوطن والمواطنين من كل إرهابي وسارق وفاسد . ولكم تحياتي.