لا أعتقد أن أي مواطن سعودي وضع رأسه على وسادته وهو مهموم، فالأخبار التي سمعها عن اعتقال عدد كبير من المتهمين بالفساد، ومن بينهم أمراء ووزراء ومتنفذون، تجعله ينام قرير العين، مرتاح البال. لقد دارت عجلة العدالة بسرعة وقوة، ولم يعد أحد فوق القانون، ولا فاسد أو سارق للمال العام خارج القفص. في الليلة المباركة، كانت الأنباء المتواردة تثلج الصدر، وتعلن عن صفحة جديدة، لا كبير فيها من المجرمين واللصوص والسارقين، ليس فقط للمال العام، بل حتى لسارقي أحلام المواطنين وحقوقهم. نحن اليوم في دولة القانون، وتحت مظلة الملك القائد، الذي لا يفرق بين صغير مرتشٍ أو كبير سارق، فكلاهما سيقف أمام العدالة، دون أن تحميه مكانته أو اسمه، أو منصبه. عندما كتبت ذات يوم أن الأمل في أن يكون تنظيف الدرج من الأعلى للأسفل، ضحك عليّ بعض الأصدقاء، وتشمت فيّ بعض الكارهين، واليوم تعيش مملكتنا هذه الحقيقة، فالتنظيف بدأ من الأعلى وسيجرف معه كل الفاسدين كبارا كانوا أم صغارا. يتداول البعض المبالغ التي يمكن أن تستردها الدولة من أولئك الفاسدين، والتي قدرها البعض بمئات المليارات، ولكن ورغم أهمية ذلك، إلا أن الأهم في هذه القرارات القوية، هو ما ستتركه على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا ومستقبل مملكتنا، من أمان واستقرار في ظل دولة لا تعرف إلا العدالة. يكفي أن الأمر من صاحب الأمر، جاء بتكليف سمو الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان، بترؤس سموه هذا الملف الثقيل والخطير على حاضر ومستقبل المملكة، وهو الذي كرر، وفي أكثر من مناسبة، أنه لن يفلت من العقاب كل مَنْ يثبت ضلوعه بالفساد، كائنا من كان. هذا هو الربيع السعودي الذي نفخر به. ربيع سيقتلع الفساد من جذوره، وسيمنع أي تجاوز على المال العام، أو على هيبة الدولة وحقوق مواطنيها. فيا رب احفظ لنا ملك الحزم وسمو ولي عهده. ولكم تحياتي