تسبّبت بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة التي استضافتها الدوحة، وفاز بها نادي ليفربول الإنجليزي، في فتح ملفات فساد المافيا القطرية مجدداً، وخاصةً بعد المشكلات المُتعددة التي ضمَّها التنظيم القطري. وانتقدت صحيفة «جارديان» البريطانية، طريقة تعامل أمن النظام القطريّ من الأعاجم مع مُشجعى ومُحبي فريقِ الفلامينجو البرازيلي، ومن قبلِهم فريق الترجي التونسي، مُشيرةً إلى أن هذه الأمور تُقدم إشاراتٍ قويةً على صعوبة استضافة قطر للحدث الأهمِّ وهو كأس العالم 2022. وقالت الجارديان إن المافيا القطرية، لا تملك ما تقدمه لمونديال كرة القدم إلا صحراء قيد الإنشاء، وعمالة رخيصة تظهر على وجوهها قصص الاستعباد والسخرةِ. كما لفتت إلى أن البناء وحده ليس كافياً لأن كأس العالم لا يقتصرُ على مباريات الكرة فقط، وأن ما حدث بين الأمن والجماهير من مشاحناتٍ يُعتبر جرس إنذارٍ لأنه يجب على المافيا القطرية زيادة الوعي بالأنشطة الرياضية وفاعلياتها. وتطرقت الصحيفة إلى غيابِ أيٍّ من مظاهرِ الإمتاعِ، أو النزهاتِ الثقافية والإثرائية بقطر، مشيرةً إلى أن الجماهير مُطالبة بالتزامِ غرفِها ، بعد نهايةِ المباريات، في ظل مساحاتٍ ضيقةٍ للتسوقِ والتنزه. وأكدَت الصحيفة، أ لن يكون سهلا ًعلى الجماهير نسيانُ المآسي التي تعرَّضَ لها عشرات الآلاف من العمال، في سبيلِ تحقيق حُلم تميم الواهي. يُذكر أن إضراب عمال الإنشاءات في قطر، حُظي باهتمام كبير عربيا ودوليا، خاصة أنه جاء بعد سنوات من المطالبات بتحسين أوضاع العمالة التي يسخرها تنظيم الحمدين لتشييد ملاعب وبناءات كأس العالم 2022 الذي تستضيفه الدوحة، لكن الرد القطري على الإضراب الأخير يكشف عمق الأزمة المالية في الإمارة الصغيرة. وردت الحكومة القطرية مؤخرأً ببيان مراوغ على إضراب العمال الأجانب، قائلة إنها فتحت تحقيقا في إضراب العمال يوم 4 أغسطس واعتقال عدد من الموظفين، وأرجع البيان سبب تأخر دفع أجور العمال لمشكلة في السيولة النقدية بالشركتين حدثت بسبب تأخر عناصر أخرى في التوريد، لكن الدوحة لم تقدم تفاصيل، ولم تسم تلك العناصر، بحسب موقع (ميدل ايست اونلاين). وأوضح الموقع في تقرير، أن الدوحة فشلت في الوفاء بوعودها السابقة بتعديل قوانين العمل بسبب أزمتها المالية مع تركيزها على تمويل مشاريع أكثر اهمية من حقوق الإنسان بالنسبة لها، مثل دعم الجماعات الاسلامية المتطرفة والاستثمار في تعزيز نفوذها الخارجي في البلدان التي تعاني من الصراع. وكانت المنظمة الحقوقية، قد طالبت النظام القطري بتعديل قانون العمل لضمان حق العمال في الاضراب، منتقدة استغلال تنظيم الحمدين للعمالة الأجنبية وإساءة معاملتهم. الجدير بالذكر ان فضيحة بنك باركليز وتورط رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم في نقل الرشاوي، كانت ولا تزال محل اهتمام العالم، كما أن رشاوي قطر الضخمة للفوز بتنظيم المونديال تنكشف يوما بعد يوم. وكشفت وثائق مسربة حصلت عليها وسائل إعلام بريطانية أن قطر دفعت سرا 400 مليون دولار لممثلين في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل 21 يوما فقط من إعلان فوزها باستضافة مونديال 2022. كما كشفت الوثائق أن مسؤولين تنفيذيين من قناة الجزيرة وقعوا عقدا تلفزيونيا لشراء حقوق بث مباريات المونديال، هو الأضخم من بين العروض التي قدمت للفيفا. وتقع هذه العقود ضمن تحقيق أعاد القضاء السويسري فتحه منذ أيام وتورط فيه مسؤولون في الفيفا متهمون بتلقي رشاوى من قطر لاستضافة مونديال 2022، ضمن فضيحة فساد أطاحت برئيس الفيفا السابق، جوزيف بلاتر، ومسؤولين آخرين. وأكد الموقع أن مكتب الاتصال الحكومي قام بحذف التقرير الخاص بالتحقيق لاحقا من مواقعه ومواقع الصحف القطرية.