تعلمنا من قادتنا ألا نتحدث عما تقدمه حكوماتنا للأشقاء العرب ، من مبدأ الحفاظ على كرامتهم ، وإتباعا للشيم العربية الأصيلة ، وحتى عندما تجاوزت بعض تلك الدول كل أواصر المحبة التي تجمعنا بهم كعرب أشقاء ، لم تفتح الدولة ملفاتها لتعاير هذه الدولة أو “تمن” على تلك ، كما أن حكومتنا وفي كل مراحل ملوكها – رحم الله من توفي منهم وحفظ مليكنا سلمان ابن عبدالعزيز – لم ينتظروا ذات يوم أن تطلب تلك الدول العون ، بل كانت المبادرات تبدأ من هنا حيث مركز العروبة والشيم والوفاء . من هنا من الرياض قلب العروبة والأصالة . كانت القضية الفلسطينية – ولا تزال – محل اهتمام المملكة ، منذ نكسة 48 وحتى يومنا هذا ، ووقفت المملكة في وجه كل المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية . يعلم ذلك الفلسطينيون الشرفاء ، كما يعلمون المواقف السعودية في المحافل الدولية والتي كان لها الأثر الكبير في ضم فلسطين لجميع الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة . ولقد فتحت المملكة أبوابها للأخوة الفلسطنيين ليقيموا ويعملوا في المملكة معززين مكرمين ، ورفضت تخصيص مخيمات لهم معزولة عن مناطق بقية السكان ، كما هو جار في بقية الدول العربية ، فانصهروا في المجتمع وعاشوا بكرامتهم كأي مواطن سعودي ، وتم استثنائهم من الكثير من الاشتراطات المطلوبة على غير السعوديين . ومع كل ذلك ، تصلنا مقاطع لمواطنين فلسطينيين ممن يقيمون خارج المملكة ، ومن خطباء لبعض الجوامع في غزة ، ومن سياسيين وإعلاميين مرتزقة يقيمون في أوروبا ، وهم يسيئون للمملكة وقادتها وشعبها ، وفي الوقت ذاته يمجّدون الدور الإيراني الكاره لكل ما هو عربي ، والدور التركي الذي تربطه علاقات قوية ومتينة مع إسرائيل جهاراً نهاراً . قبل أيام نشر موقع “العربية نت” تقريراً يؤكد أن المملكة قدمت للفلسطينيين 26 مليار خلال 19 سنة . أي ما يعادل مليار وأربعمائة مليون ريال في العام الواحد على مدى ال 19 عاما الماضية . مبلغ ضخم جداً دفعته المملكة دون أن يطلب منها أحد ؛ إيماناً بدورها العربي والإسلامي . أما تركيا وإيران فلم تقدما شيئاً يذكر لفلسطين سواء كان مادياً ، أو دعماً دولياً جاداً وصادقاً . أعرف أن حكومتنا الرشيدة ومن بعدها الشعب السعودي باتوا محصنين ضد تلك المهاترات والإساءات ، التي لم تعد تحظى بأي اهتمام أو متابعة . لكنني أوردت بعض الأرقام والحقائق ، تذكيراً بأن الوفاء عملة صعبة لا يملكها إلا الشرفاء . ولكم تحياتي.