أكد مسؤولون فلسطينيون أن المملكة اعتبرت دائما القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الأولى ودعمت الشعب الفلسطيني سياسياً ومادياً، وفي كل المحافل. ووجهوا التهنئة للقيادة السعودية، ملكاً، وحكومة، وشعباً بمناسبة العيد الوطني للمملكة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في تصريحات إلى "الوطن" "المملكة منذ تأسيسها وحتى عهد الملك عبدالله لعبت وستلعب دوراً رئيسياً في السياسة العربية بشكل عام، وفي دعم الموقف الفلسطيني، والوقوف بجانبنا إلى أن تقوم دولة فلسطين المستقلة على أرض فلسطين المحررة وعاصمتها القدس ويمارس اللاجئون حقهم المشروع في العودة إلى بلادهم". اهتمام مبكر وشدد وزير الخارجية السابق على قوة العلاقة بين قيادة المملكة ومسؤولي السلطة الفلسطينية، قائلاً "نرى دائماً أن العلاقة مع السعودية علاقة استراتيجية أساسية، وليست علاقة تكتيكية تتغير بتغير الأزمان، ويبدأ الدور السعودي بمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - الذي كان يعتبر دائماً أن القضية الفلسطينية هي محور السياسة السعودية، وأن الحفاظ على القدس هو واجب مقدس لا يمكن للسعودية أن تحيد عن تحقيقه، وقد ترجم الملك عبدالعزيز ذلك بدوره في إقامة جامعة الدول العربية التي كان سببها الرئيسي القضية الفلسطينية عام 1945، وفي إرساله متطوعين سعوديين للقتال في حرب 1948، إضافة إلى تقديم الدعم للفلسطينيين". وأضاف "ثم قام الملك فيصل بدعم المقاومة الفلسطينية التي انطلقت عملياً عام 1968 في معركة الكرامة، وقد لعبت المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في تمويل وتسليح المقاومة الفلسطينية، كما قام الملك بدور تاريخي في حرب 1973، وذلك بقيادة المقاطعة البترولية العربية للولايات المتحدة لوقوفها الاستراتيجي إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب، وهو ما كان العامل الرئيس في تدخل الولاياتالمتحدة لفرض الانسحاب الإسرائيلي من غرب قناة السويس، وارتدادهم إلى شرق سيناء بما سمح بإعادة فتح قناة السويس، وكان لذلك أثر استراتيجي غير من توازنات القوى في المنطقة". مواقف ثابتة من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في تصريحات إلى "الوطن" "نقدر ونثمن عالياً دور المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني على المستويين السياسي والمالي في كل المحافل، حيث لا تترك مناسبة دون أن تقدم الدعم للشعب الفلسطيني على كل المستويات، وتؤكد على حقوقه في الدولة والعودة وحق تقرير المصير". وأضاف "دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من ثوابت السياسة السعودية، وكان وما زال لمواقف المملكة دور أساسي في التأكيد على أولوية القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والعربية. ومنذ التاريخ القديم تعتبر المملكة القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ودائما هي من أولى الدول التي توفر إمكانيات الدعم للشعب الفلسطيني". دعم مصر وعلى الصعيد المصري أكد عدد من الخبراء والسياسيين المصريين، أن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اكتسبت ثقلا سياسيا قويا على المستوى العربي والدولي، مشيرين إلى أن تفاعل مصر والعالم مع الاحتفال باليوم الوطني للمملكة يأتي تتويجا لهذا الثقل. دعم متواصل بداية تقول المستشارة السابقة بالرئاسة المصرية سكينة فؤاد: "المتابع للأحداث يكتشف أن مواقف السعودية تحظى أكثر من غيرها باهتمام شديد في الأوساط السياسية والإعلامية العربية والدولية، وهو ما كان له أثره الكبير في تفهم دول العالم لحقيقة ما جرى في مصر لمرحلة ما بعد 30 يونيو، والبداية كانت عندما بعث العاهل السعودي الملك عبدالله، برسالة تهنئة فورية للمستشار عدلي منصور، عقب تعيينه رئيسا موقتا للبلاد، إذ أشاد الملك في رسالته بقيادة القوات المسلحة المصرية لإخراجها مصر من نفقٍ الله وحده يعلم أبعاده وتداعياته، كما أعلنت الرياض عن تقديمها حزمة مساعدات لمصر قدرها 5 مليارات دولار تشمل ملياري دولار وديعة نقدية بالبنك المركزي وملياري دولار أخرى منتجات نفطية وغاز ومليار دولار نقدا، كما ساعد الموقف السعودي المساند لمصر في إعادة بعض الدول الأوربية لنظرتها وموقفها من ثورة 30 يونيو، إذ مثل بيان خادم الحرمين الشريفين موقفا مشرقا، إذ شدد خلاله العاهل السعودي على صد الهجوم على مصر في تلك المرحلة، مما أسهم في تحجيم كل القوى التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري، وهذه المساندة أعطت مصر قوة دفع في مواجهة ما كان يحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، فضلا عن أن الدعم المادي والسياسي العربي والخليجي مكَّن مصر من التحرك بقوة، وحرية، واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلى فرض مواقف معينة ضد مصالح الوطن والشعب، فضلا عن الدور الرئيس الذي تلعبه الرياض مع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لدعم القاهرة، من خلال مؤتمر المانحين الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، وهو ما سينعكس إيجابا على المنطقة". علاقات متجذرة بدوره، قال رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، في تصريحات إلى "الوطن": "مواقف المملكة على المستوى الدولي لا تعد ولا تحصى، إذ تتمتع بثقل كبير على الأصعدة كافة، وتحديدا فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية، وكان موقف السعودية تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو، ووقوف القيادة السعودية، ممثلة في الملك عبدالله، إلى جانب الشعب المصري أكبر دليل على الدور السعودي البارز، وهي مواقف تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وهي العلاقات التي من المتوقع أن تزداد قوتها خلال فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد أكثر من مرة تقديره لخادم الحرمين الشريفين، ووصفه بأنه حكيم العرب وكبيرهم، وكلها مواقف تعكس حكمة القيادة السعودية في التعامل مع الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، في إطار الأمن القومي العربي، وهذا التعاون سيكون مقدمة لدفاع عربي مشترك". قوة المملكة تنعكس إيجابيا على المنطقة مواقف تاريخية من جانبها، قالت رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة عين شمس الدكتورة يمنى الحماقي: "القيادة السعودية تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للمنطقة العربية والأمة الإسلامية، والدعوات السعودية لدعم مصر تمثل حائط صد في مواجهة المخططات التي تتم للقضاء على الدول العربية، ولذلك كان لا بد من وجود رد فعل على الأرض. لذلك، تعد المواقف السعودية التاريخية لدعم مصر بمنزلة رسائل واضحة لهذه الدول، بأن الدول العربية أدركت تماما أن مصالحها في خطر، وكان لا بد من التكاتف العربي والوقوف بجانب مصر، من خلال تلك الرسائل السعودية الواضحة، التي تحمل كثيرا من الأبعاد السياسية والاقتصادية". استقرار اليمن أكدت عدة شخصيات سياسية يمنية أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، لا يعد حدثا بارزا في تاريخ المملكة فحسب، بل والدول العربية كافة، لا سيما اليمن، وذلك لما يربط البلدين من علاقات أخوية وحميمية تجسدت في أشكال عدة من الصور. مشددة على الدور المحوري للمملكة في معالجة الأزمات السياسية المختلفة التي عانى منها اليمن خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة الدور الذي اضطلع به الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي قدم إلى جانب أشقائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أعلنت في الثالث من أبريل عام 2011، وتم التوقيع عليها في 23 نوفمبر من العام ذاته بالعاصمة السعودية الرياض، مؤكدين أن هذه المبادرة أسهمت إلى حد كبير في حقن دماء اليمنيين وعدم انزلاق اليمن إلى حرب أهلية لا تُحمد عقباها. وثمنت الشخصيات اليمنية مواقف المملكة العربية السعودية وتوجهاتها القوية والداعمة لليمن حكومة وشعبا، التي جسدت حرصها على أمنه واستقراره وتنميته وتطوره وازدهاره في مختلف المجالات، وتحديدا خلال فترة الأزمة السياسية التي عصفت باليمن عام 2011 عن طريق مدها بهبة بلغت نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام، والفترات التي سبقها وتلتها عبر تقديم الدعم المادي لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والتنموية، ولعل أبرزها مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة اليمنية صنعاء، والبالغ تكلفته الإجمالية 230 مليون دولار. وأوضح السياسيون أن حافظة مشاريع المملكة في اليمن تمثل أنموذجا للدولة المانحة الملتزمة بحقوق الجوار، وهو ما يعكس طبيعة التوجهات السعودية التي يقودها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، التي تأتي استمرارا للتوجهات التي ميزت علاقات المملكة باليمن منذ عقود طويلة. كما أبدوا تقديرهم للدور الحيوي الذي تلعبه المملكة في دعم الشرعية اليمنية في وجه التحديات التي تواجهها، خاصة حيال التهديدات التي تشكلها جماعة الحوثي لأمن واستقرار اليمن. مواقف مشرفة وفي ذات السياق، أشار نائب أمين العاصمة وأمين عام المجلس المحلي بالعاصمة صنعاء، أمين محمد جمعان، إلى عدد من المواقف الأخوية والمشرفة للقيادة السياسية السعودية الحكيمة تجاه اليمن، ويقول: "من هذه المواقف هبة شحنات النفط خلال الأزمة السياسية، والمشاريع الخدمية وفي مقدمتها مدينة الملك عبدالله الطبية، ومشروع الطريق الدائري الجديد للعاصمة صنعاء بتكلفة 62 مليون دولار، فضلا عن مشروع تطوير وتأهيل مناطق وأحياء ذوي الدخل المحدود، الذي يستهدف الأحياء ضمن الإطار الحضري للعاصمة، وتقديم خدمات الصرف الصحي، والطرق، والمياه للارتقاء بمستواها الحضري والبيئي بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية بقيمة إجمالية 50 مليون دولار". وعبّر جمعان عن شكره وتقديره للمملكة حكومة وشعبا لوقوفها الدائم إلى جانب اليمن واليمنيين، وتمنى استمرار دعمهم في الحاضر والمستقبل، وهو الدعم الذي يحظى على الدوام باحترام وتقدير أبناء اليمن. دعم الجيش اللبناني شدد برلمانيون لبنانيون على أهمية الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لبلادهم، مشيرين إلى أن مواقف الرياض الداعمة للبنان تفاوتت ما بين المجالات الاقتصادية والسياسية، حتى على مستوى المصالحة الاجتماعية، في إشارة لاتفاق الطائف الشهير الذي حقن دماء اللبنانيين ووضع حداً للحرب الأهلية. سياسة معتدلة بداية يؤكد نائب كتلة "المستقبل" اللبنانية عاصم عراجي في تصريح ل"الوطن" على حسن العلاقات التي تجمع بلاده مع المملكة، مؤكداً أن الرياض دأبت على اتباع سياسة خارجية معتدلة، تراعي عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وفي الوقت نفسه فهي تقف دوماً مع كافة الدول العربية والإسلامية، وقال: "المملكة ظلت تقف دوماً مع لبنان، ودعمت كافة حكوماته المتعاقبة. إضافة إلى المساهمة في إعمار لبنان في كل مرحلة كان يتعرض فيها إما لعدوان إسرائيلي أو حرب داخلية، كما قدمت دعماً غير مسبوق للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار من أجل تسلحيه بشكل جيد ثم هبة المليار دولار التي تبرع بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أحداث عرسال، بهدف محاربة الإرهاب. وقد جاءت هذه المساعدة في وقتها، لتؤكد أن ثقة المملكة بلبنان كدولة وكيان لا تتزعزع، وكذلك في جيشه وقدراته على حفظ الأمن واستقرار البلاد. ولذلك فهي لم تبخل عليه بالدعم المادي لشراء أسلحة متطوّرة لمحاربة الإرهاب ومن أجل حصوله على تكنولوجيا متطورة لحماية الحدود". وأضاف "من حاولوا التشكيك في قيمة الدور السعودي وجدية الهبة التي قدمتها المملكة لتقوية الجيش سعوا لتغيير الواقع وتكذيب الحقائق التي هي ساطعة كضوء الشمس، والمملكة لم تعتد في تاريخها سوى الوفاء بما التزمت به، وهي عندما أعلنت عن تبرعها السخي لصالح تسليح الجيش، إنما فعلت ذلك انطلاقاً من دورها الرائد الذي تفرضه عليها مكانتها بوصفها أكبر الدول العربية، إضافة للمكانة الكبيرة التي تتبوأها على المستوى العالمي من واقع ثقلها الاقتصادي الكبير. وعندما بدأ أبواق إيران في ترديد أوهامهم وأكاذيبهم جاءهم الرد المفحم من فرنسا التي أعلنت على الملأ أنها ستتخذ إجراءات فعلية لتسليح الجيش اللبناني بأموال الهبة السعودية التي وصلتها في وقت سابق. كما أعلن السفير الأميركي ببيروت ديفيد هيل الذي أعلن بدوره أن بلاده ستمد الجيش اللبناني بطائرات حربية مقاتلة، من أموال الهبة السعودية، بعد التنسيق مع الجانب الفرنسي". ولم ينس عراجي أن يشيد بالدور الرائد الذي تلعبه المملكة في مكافحة الإرهاب، قائلاً إن المملكة أخذت على عاتقها عبء القيام بهذا الدور، وقال "إسهامات المملكة في المجال الدولي كبيرة وأكبر من حصرها، ولعل آخرها قيادتها للتحالف الدولي لمكافحة إرهاب "داعش"، وتنظيمها لمؤتمر جدة الذي وضع النقاط على الحروف وحدد ملامح وتفاصيل الخطة الدولية، بالطريقة التي نالت إعجاب العالم أجمع. والحرب السعودية على هذه الآفة التي شغلت العالم لم تبدأ اليوم، بل هي في طليعة الدول التي انتبهت لخطر هذه الظاهرة التي باتت تؤرق العالم، وتميزت بمحاربته على كافة الأصعدة، الفكرية والأمنية والاجتماعية، بل أصبحت تجربتها محل دراسة واهتمام من كثير من دول العالم. عدم المزايدة في السياق ذاته، يؤكد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أنطوان سعد المكانة المرموقة التي باتت تتبوأها المملكة منذ تأسيسها وتزايدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال في تصريح ل"الوطن": "إنجازات المملكة على كافة الأصعدة تتحدث عن نفسها، حتى باتت تعرف بمملكة الخير والمحبة والإعمار والبناء، وما حققته السعودية من نمو اقتصادي أكبر من كل الكلمات. أما على صعيد وقوفها مع الدول العربية والإسلامية الأخرى عند تعرضها للأزمات، فهي مواقف مشرفة وتستحق التقدير، ومواقفها المستمرة في دعم فلسطينولبنان ومصر وسورية وبقية الدول العربية تدل على أصالة معدن حكامها، وإدراكهم لأهمية الدور الريادي الذي ظلت المملكة تلعبه منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -". ومضى سعد في ذكر المآثر السعودية بقوله: "المملكة اعتادت دوماً الوقوف مع اللبنانيين، دون النظر إلى فصيل دون غيره، أو تيار سياسي على حساب الآخرين، وما تبرعها الأخير للجيش اللبناني – وهو تبرع غير مسبوق – بمبلغ 4 مليارات دولار، إلا تأكيد على أنها تقف مع مؤسسة الجيش التي ترمز لوحدة اللبنانيين جميعاً دون تمييز. والرسالة السعودية في هذا الشأن كانت واضحة وهي أنها تهتم بأمن لبنان الوطن، لذلك دعمت رمزه الوطني المتمثل في قواته المسلحة، بعيداً عن أي مزايدات أو أجندة خاصة". وتطرق سعد إلى الدور السعودي في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنه دور أساسي، قائلاً "المملكة تتزعم اليوم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهو دور اعتادت الرياض القيام به، منفردة في كثير من الأحيان، حيث تحملت مسؤولية تحجيم هذه الظاهرة، ومطاردة الإرهابيين والمتطرفين، والسعي إلى تقديمهم إلى محاكمات عادلة، كما قدمت كثيرا من المساعدات التقنية والمعلوماتية لدول المنطقة في هذا الخصوص". تصحيح صورة الإسلام أما الكاتب والمحلل السياسي صلاح تقي الدين فيرى أن الموقف المعتدل الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية منذ نشأتها تجلى بوضوح من خلال الحرب التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على الإرهاب، وقال "هذا الإرهاب لم يشوه صورة الإسلام الحقيقية فحسب، بل تحوّل إلى أداة استخدمها المتاجرون باسم الدين الحنيف وهم براء منه، لتحقيق أطماع وغايات أبعد ما تكون عن الدين الحنيف. وكان من الطبيعي إذن أن تنبري المملكة إلى حمل راية الدفاع عن الإسلام، فهي قبلة المسلمين وحاضنة الحرمين الشريفين، ولم ولن توفّر في سبيل هذه المهمة الجليلة رخيصاً أو غالياً". وأضاف "استضافت المملكة في الأسبوع الماضي المؤتمر العالمي لمحاربة الإرهاب وأسهمت في وضع الاستراتيجية الكفيلة بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية". وكان خادم الحرمين الشريفين قد استبق هذه الخطوة بإعلان تقديمه مساعدة فورية بقيمة مليار دولار لصالح لبنان لشراء ما يحتاجه الجيش والقوى الأمنية من أسلحة ومعدات تساعده على التصدّي للهجمة الشرسة، التي تعرّض إليها مطلع أغسطس الماضي في بلدة عرسال الحدودية من مجموعة إرهابيين متطرفين، وكلّف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بصرفها بعدما كان قد أعلن الرئيس السابق ميشال سليمان عن مكرمة ملكية غير مسبوقة بقيمة 3 مليارات دولار لصالح الجيش قبل نهاية عهده في مايو الماضي". وتابع "ليس غريباً على مملكة الخير الوقوف إلى جانب لبنان وهي التي كانت في السراء والضراء إلى جانبه، بعد كل عدوان همجي إسرائيلي إرهابي على أراضيه، وخلال كل الأزمات التي عانى منها بسبب الحرب الأهلية. فلا تحتاج المملكة إلى شهادات في الوقوف إلى جانب الحق والدفاع عن الإسلام الحقيقي المعتدل".