بعد تدشين الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية، يوم الثلاثاء الماضي حزمة مشاريع ترفيهية أستطيع أن أقول إننا بإزاء نفط جديد في المنطقة قوامه صناعة الترفيه التي تنافس في بعض الدول أكثر الصناعات الثقيلة تقدما وربحا. هناك مدن كاملة في أمريكا وأوروبا قامت على صناعة الترفيه المحترفة. ومن زار ديزني لندن في أورلاندو فلوريدا يعلم كم تدر هذه الصناعة من أرباح على الجيب الأمريكي القومي. ملايين من الناس يصطفون في طوابير بالكيلومترات ليدخلوا إلى مدن الأحلام الترفيهية المعاصرة التي تلبي حاجة الإنسان الحديث إلى الترفيه والترويح. المنطقة الشرقية، كما وصفها حفل تدشين هذه المشاريع، تتمتع بموقع جغرافي مميز واستراتيجي بين دول الخليج الشقيقة. وهي بهذا الموقع الفريد، وكونها تجمع بين فضائل البحار والصحارى والواحات الخضراء، لم تُستغل سياحيا وترفيهيا إلى الآن. وكان أول مواسمها الناجحة موسم الشرقية الذي يبدو أنه حث شركة مشاريع الترفيه السعودية لتسرع في إطلاق مشاريع كبرى وحقيقية في المنطقة. ومن بين هذه المشاريع مدينة ملاهي على شاطئ نصف القمر بمساحة مليون متر مربع، وثلاثة مجمعات ترفيهية ضخمة في كل من الدمام والخبر والأحساء، بالإضافة إلى عدد من دور السينما. هذا يعني أن استخراج كنوز الشرقية الترفيهية قد بدأ بالفعل، وأن ما ينتظرها من (بزنس) في هذا المجال كثير وكبير ومهم، على اعتبار أن أي صناعة محترفة وضخمة تخلق على أطرافها مجموعة من الأعمال المتوسطة والصغيرة المساندة التي تحتاجها هذه الصناعة كما هي طبيعة أي عمل استثماري وتجاري. وبالتالي تكون المنطقة قد دقت، في ذلك الحفل البهيج والمبشر، أول مسامير الاستثمار السياحي والترفيهي، وهي، بطبيعة الحال، لن تخيب أمل المستثمرين في هذا المجال لأن ما فيها من كنوز البر والبحر يؤهلها لتكون وجهة سياحية كبرى، ليس على مستوى منطقة الخليج فقط، بل على المستوى العربي والدولي. محمد العصيمي نقلاً عن (اليوم)