في الأشهر الأخيرة انتقلت المنطقة الشرقية من زهو إلى زهو. كان هناك موسمها الترفيهي الناجح بامتياز مع مرتبة الشرف. وكان هناك وعود مشاريعها الكبرى للبنية التحتية والفوقية. وهناك الآن زهوها الأكبر بحلول خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- في أراضيها المستبشرة بحضوره الكبير ورعايته لتطلعاتها وطموحات قاطنيها. الناس، كل الناس في المنطقة، عبروا بكل وسيلة ممكنة عن غبطتهم بهذه الزيارة الملكية الكريمة للمنطقة، باعتبار أن حضور الملك يختصر مسافات التعبير عن الحب والولاء، ويتيح فرص الامتنان لكل ما تعيشه المنطقة، وكل ما تنتظره من مشاريع إنمائها وتقدم حياة مواطنيها على كافة الأصعدة. القيادة في المملكة تاريخيا عودت مواطنيها، في كل المناطق، على اللقاءات المباشرة والأبواب المفتوحة والأحاديث المتبادلة التي تجري على سجيتها دون حدود أو قيود بروتوكولية وشكلية، من ذلك النوع الذي نعرفه في دول أخرى. ليس ثمة ما يوقف المواطن في المملكة، إذا كان لديه رأي أو مطالبة أو شكوى أو مظلمة، سوى لسانه وقراره. من هم من جيلي جربوا ذلك كثيرا في أكثر من مجلس ولقاء عام أو مختصر مع القيادة. وشخصيا كانت لي تجربة لقاء مع سمو ولي العهد -يحفظه الله- لم يبق فيها شيء في نفسي إلا قلته، إلى درجة أنني استكثرت الإثقال عليه بكل هذه الآراء وكل تلك الأسئلة. وقد تلقيت، من سموه، ردا مفصلا على كل رأي وجوابا على كل سؤال. المملكة محظوظة فعلا بقيادتها وشعبها، لأن عقدها الاجتماعي لم يُبن على أصول أو قواعد فارقة أو تمييزية، وإنما بني على أصول جامعة قوامها وضمانتها حكمة القيادة وولاء الناس. محمد العصيمي نقلاً عن (اليوم)