مازال هذا الملك الصالح يدهش شعبه والعالم بمثاليات صادقة وإنسانية حقيقية لم يعد لها وجود لدى حكام هذا الزمن إلا فيما ندر. إنها أخلاق الإنسان أولا، التي لم تغيرها السلطة ولم يؤثر فيها الجاه إلا بكونها أصبحت أكثر نبلا وسموا.. ما زال هذا الملك الصالح متمسكا بعفويته المتدفقة التي تجعل الكلام يخرج صافيا رقراقا من القلب، لا تحد من صفائه لزوميات البروتوكول وطقوسه التي تذوب فيها العفوية وتجعل التواصل بين الحاكم وشعبه باردا وباهتا.. كم كانت كلماته معبرة ومؤثرة وهو يخاطب الشعب بتلك البساطة الصادقة التي أبدلها كثير من الحكام بالتعالي والفوقية.. كم كان قريبا أكثر من قلوب الناس وهو يحدثهم بمشاعر الأب الذي رفرف قلبه لمشاعر الحب والوفاء التي فاضت من كل القلوب، وكم كان كبيرا في عيونهم وهو يصل أعلى درجات التواضع الحقيقي التي لم يصلها كثيرون أقل منه شأنا.. «ما أنا إلا خادم لكم، ما أنا إلا أقل من خادم لكم..» من يقول هذا الكلام في هذا الزمن؟؟.. تأملوا كيف يعامل الحكام شعوبهم معاملة الأسياد للعبيد، وكيف يستكثرون عليهم أن يشعروا أنهم بشر مثلهم يستحقون معاملة إنسانية.. تأملوا المفردات الاستعلائية التي أدمنها كثير منهم وأوصلتهم إلى الشعور الزائف بأنهم فوق الناس، وأنه فضل كبير منهم لو تحدثوا إليهم ذات مرة بكل كبر وخيلاء.. «أتمنى أن تعينوني على نفسي».. جملة اعتقدناها قد انقرضت من قاموس الحكام، وانتهت بانتهاء الاستثنائيين منهم، وإذا بها تعود وتنطلق من ضمير صادق لحاكم استثنائي في صدقه.. من منكم يتذكر متى قالها حاكم في هذا الزمن وبمثل هذا الوضوح العلني؟؟.. كلمات قليلة تلك التي قالها الملك عبدالله في لقائه بالمواطنين مؤخرا، لكنها كانت أبلغ من كل الكلمات المنمقة التي يدلقها الغير دون أن تلامس مواطن الإحساس بالصدق في النفوس.. تحدث عن الصدق وعن الوفاء وعن الشعور العظيم بالمسؤولية وهو يؤكد أنه لا ينام حتى يعرف ما يحدث في كل المناطق: «هذا ما هو كرم مني.. هذا وفاء وإخلاص لكم».. أعانك الله أيها الملك الإنسان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة