قبل أن أدلف إلى مقالي لابد وأن أبدأ بقوله تعالى : « وبشرالصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون » البقرة 157-155. فإنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم لك الحمد على قضاءك وقدرك واللهم لا اعتراض على ما قدرت علينا . لقد فجعت وكافة الأسرة التعليمية بمحافظة القريات في الأسبوع الماضي بوفاة أخٍ لنا زاملته منذ نقل خدماتي للعمل بالتعليم في عام 1415ه . نعم فجعنا بقدر مؤلم نحتسب على الله أن وفاته في تلك اللحظة الأخيرة خير ختام أن تتوج حياته بذلك العطاء . نعم فجعنا بفقد قائد ٍ تربويٍ يمارس عمله الإنساني في ميدان العز والكرامة الإنسانية ، وهل هناك أكرم وأعز من إنقاذ الأرواح البشرية . نعم فجعنا بوفاة مدير مدرسة متوسطة القريات الأهلية الأستاذ عويد بن هليل العنزي – يرحمه الله – وهو يقوم بواجب إنساني فرضه عليه ضميره الحي في إنقاذ المصابين في ذلك اليوم العاصف برياح عاتية أدت إلى العديد من الحوادث المرورية التي خلفت خسائرٍ في الأرواح والممتلكات العامة . ولي هنا تساؤل أطرحه على جهات الاختصاص في مثل هذا الأمر ، ممثلةً في إدارتي المرور وأمن الطرق ، واللتين وجهة نظري الشخصية لم يقوما بواجباتهما على أكمل وجه في ذلك الوقت من حجز مركبات المسافرين ومنعهم من مواصلة السفر والرؤية منعدمة حفاظاً عليهم ، فالكوارث الطبيعية تحصل في كل مكان وزمان وبأي دولة بالعالم وتخلف الكثير من المصائب ، ولكن لأن الوقاية خير من قنطار علاج في هذا المجال فقد قامت مشكورة مصلحة الأرصاد ببعث رسائل تنبيهية وتحذيرية عن واقع الأحوال الجوية في ذلك اليوم خلاف ما نملكه من أجهزة حاسوبية حديثة متمثلة بالجوالات تعطي التوقعات الجوية لمدة عشرة أيام قادمة بل كل ساعة من كل يوم . ولأن مثل هذا الأمر يحز في الخاطر ويعصر القلب ألماً وكمداً فإنني أجزم بأنه لا ولن يرضي صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود – وفقه الله – أمير منطقتنا المحبوب التهاون في أداء الواجبات الوظيفية لكل رجل مناط به مهام تقع في دائرة مسؤوليته مثل هذه الأمور . وإن كنت أكتب من تحت ركام الألم إلا أنني أقطع الشك باليقين بالتأكيد على محاسبة المقصرين إن ثبت قصورهم في ذلك اليوم المغبر والأغبر مع الرضى التام بما قدر الله سبحانه وتعالى ، فليس من صفات المؤمن الاعتراض على قضاء الله وقدره وإنما يخفف وطأة الحزن على النفس القانعة محاسبة كل من يثبت قصوره في مجال أداء عمله وتأسياً برسولنا المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في وفاة ابنه إبراهيم عليه السلام ونقول كما قال: فإن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون أخي العزيز (أبامشاري) . وأسأل الله أن يسكنك فسيح جناته وأن يكون ما قدمته في تلك اللحظة التي لاقيت بها رب العزة والجلال أن تكون في موازين حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون ، ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون . مفرح بن عوض الرويلي