أطلق شابات سعوديات عشقن الطبيعة وتلونها مبادرة “نزرعها لننعم بها”، في محاولة لإنقاذ مساحات من الأراضي من التصحر، وهي مبادرة بيئية توعوية أطلقتها أمانة المنطقة الشرقية، وسرعان ما تفاعلت معها الشابات، ذلك التفاعل الذي لفت أنظار المجتمع، فسارع الأطفال بالمشاركة في عمليات التشجير مع المتطوعات، لتتم زراعة أشجار البيئة المحلية. ومن تلك الأشجار النيم والسدر واللبخ والونسيانا والغاف الخليجي وفيكس لسان العصفور، وأكاسيا وجلوكا وأكاسيا فيستويولا والطلح الملحي والمورينجا وجاتروفيا والتبوبيا الصفراء، ونشر المساحات الخضراء، واستحداث آليات تضمن استدامة نمو هذه المساحات. وسادت أجواء عائلية منطقة التشجير في مدينة الدمام بين الكبار والصغار، وسط تفاعل غير مسبوق من قبل أفراد المجتمع المحلي المحيط بالمبادرة، فتشاركت أياد كثيرة في حب الأرض، لتتغلب الأشجار يوماً على حبيبات الرمل، وتجمعت عشرات من الشابات المتطوعات لحماية الطبيعة، محاولات رد الاعتبار لهذه المساحات التي انحسرت فيها الأشجار وتعويض الغطاء النباتي المفقود من خلال زرع 450 شتلة زراعية. وتأتي هذه الحملة التطوعية، باكورة لحملات أخرى لاحقة لتشجير المنطقة الشرقية، ضمن جهود شعبية ورعاية حكومية في هذه المبادرة، كما أن هذه الحملة ومثيلاتها ترسخ مفهوم شراكة المواطن في حماية البيئة، وكيف يمكن لشتلة زراعية أن تشكل مشروعاً مجتمعياً مستداما، تتضافر فيه الجهود لبيئة أنقى. وقالت المتطوعة روان الخضرا إن “هذه المبادرة تعد مدخلاً جديداً للتوعية البيئية بأهمية زيادة الرقعة الخضراء في المنطقة الشرقية، من خلال تثقيف كافة شرائح المجتمع، والتركيز على الصغار لغرس مفاهيم المسؤولية والمحافظة على مواردنا وثرواتنا الطبيعية، للمساهمة في صناعة المستقبل، وتكثيف المناطق الخضراء”. وأوضح الطفل محمد أحد المشاركين في حملة التشجير – بحسب العربية نت -: “زرعت أنا وأصدقائي أشجاراً في ساحة الحديقة، فالأشجار تنقي الهواء، لكن هناك أناس للأسف قطعوها ولم يعتنوا بها، وأتمنى أن تكون زراعة الأشجار في ميزان حسناتنا”، وبسعادة يضيف “أتمنى أن أجلس في ظل هذه الأشجار حين تكبر، سأسقيها كل يوم، ولن أسمح لأحد بقطعها”. وتؤمن المتطوعات بأهمية مشاركتهن لاستدامة الغطاء النباتي في هذه الأحياء، التي لا تزال الغلبة للرمال التي تشكل وجه الحياة فيها، والمساهمة في الجهود الكبيرة التي تبذلها القطاعات الحكومية في المحافظة على البيئة الطبيعية، ونشر الرقعة الخضراء لتحويل أحياء المدن إلى حدائق غناء، وانطلقت أول حملات هذه المبادرة لتمثل خط الدفاع الأول لحماية البيئة من التدهور وتهدف الحملة، إلى توازن بيئي في المنطقة وخفض درجات الحرارة وزيادة نسبة الأوكسجين التي تقارب الخمسين في فصل الصيف، والتقليل من نسبة التصحر. وتؤكد المشاركات أن التطوع في هذه المبادرة لن يكون مجرد صفوف أشجار، ولكنه سيكون نظام حياة تشارك فيه العديد من الشابات بشكل ممنهج، وقد جذبت هذه المبادرة قطاعات واسعة من المجتمع المدني ورسمت ملحمة بين الإنسان والبيئة.