تحدثت في مقال سابق عن مشروع "طريق مكة"، الذي تطبقه السعودية بشكل مكثف هذا العام على حجاج دولتين مسلمتين "إندونيسيا وماليزيا"، ويهدف إلى الارتقاء بخدمات الحجاج عبر إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك عند دخولهم إلى السعودية من مطارات بلدانهم وقبل صعودهم الطائرة، إضافة إلى التحقق من الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، بالشكل الذي يمكنهم من الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي ستنقلهم إلى مقارهم دون الحاجة إلى أي إجراءات تسهم في طول الانتظار والتكدس في المطارات. وذكرت في ثنايا المقال، أن حكومة خادم الحرمين لم ولن تتوقف عن تطوير خدمات الحج بما يسهل على الحجاج شؤونهم. لم أكن أتوقع التسارع في حركة التطوير والابتكار، حتى رأيت انطلاق أكبر هاكاثون في الشرق الأوسط، الذي استضافته جدة تحت اسم "هاكاثون الحج"، وينظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشارك فيه آلاف المطورين للبرمجيات من الجنسين. الحدث المهم يأتي تجسيدا لجهود الحكومة السعودية في تحفيز المناخ الابتكاري، والوصول إلى الريادة الإقليمية والعالمية في مجالات التقنية بما يخدم ضيوف الرحمن، واغتنام المواهب التقنية الشابة، وتحويل أفكارهم وابتكاراتهم إلى مشاريع خلاقة، تخدم حجاج بيت الله الحرام، وتيسر عليهم أداء نسكهم، وتسهم في تطوير كل الخدمات التي تسعى المملكة إلى تسخيرها للحج والمشاعر المقدسة. وتشمل المنافسة في "هاكاثون الحج"، التي يشارك فيها أكثر من 18 ألف مهتم، جوائز ضحمة تربو على مليوني ريال، وكل الخدمات كالأغذية، الصحة العامة، إدارة الحشود، التحكم في حركة المرور، ترتيبات السفر والإقامة، إدارة النفايات والمخلفات، الإسكان، وحلول التواصل، وكل الخدمات التي تتعلق بالحج والمشاعر المقدسة. نحن أمام نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن، وابتكارات خلاقة ستسهم مع مرور الوقت، وبعد أن تتحول إلى مشاريع، في جعل أداء مناسك الحج أكثر سلاسة وسهولة، وسينعم بها ضيوف الرحمن الذين يتصدرون اهتمامات المملكة حكومة وشعبا، وينالون جل اهتمامها بعد أن حباها الله – سبحانه وتعالى – دون غيرها هذا الشرف العظيم، الذي قابلته بمزيد من الإنفاق والتطوير الذي لم ولن يتوقف بمشيئة الله. سطام الثقيل (الاقتصادية) الوسوم الحج هاكاثون