بدأت الكنائس في إيرلندا، والتي تنوء تحت إرث فضائح جنسية، بنشر إعلانات مبوبة بحثا عن قساوسة يافعين، بعد أن أعلن رئيس الأساقفة في دبلن الأسبوع الماضي، أن البلاد مقبلة على نقص حاد في رجال الدين. وذكرت شبكة (CNN) الأمريكية أن الإعلان المبوب الذي نشرته الكنيسة "مطلوب رجال يافعون للعمل في مهنة محترمة، يتضمن التوجيه الديني، وزيارة المرضى، والعلاقات العامة، وإجراء مراسم الزواج، براتب مقطوع، مع ملاحظة أن الزواج ممنوع على المتقدمين". وتوقع رئيس الأساقفة في دبلن ديامويد مارتن ألا تتمكن أبرشيات العاصمة الإيرلندية من تقديم خدماتها، إذا لم توظف قساوسة شبان بأسرع وقت، لافتا إلى أن 46 % من الكهنة فوق عمر ال 80 عاما، ونحو اثنين في المائة فقط تحت سن 35 عاما. وعانت الكنيسة في البلاد ضربة موجعة للثقة بها، بعد أن قال تقرير حكومي نُشر في نوفمبر عام 2009، إن "أبرشية دبلن، وعددا آخر من الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية الإيرلندية أخفت عمليات تحرش جنسي ارتكبها كهنة بحق مئات الأطفال في التسعينيات". وقال تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها أبرشية دبلن، والذي جاء في 720 صفحة إنه "مما لا شك فيه أن اعتداء الكهنة على الأطفال جنسيا تم التستر عليه" بين يناير عام 1975 وحتى مايو 2004 وهو الوقت الذي غطاه التقرير. وأضاف التقرير أن الكنيسة فشلت في التعامل مع تلك الاعتداءات و"تم الحفاظ على السرية، وتجنب الفضيحة، وحماية سمعة الكنيسة وممتلكاتها.. دون النظر إلى المصلحة والتي كان ينبغي أن تكون الأولوية الأولى". وشكلت لجنة التحقيق في مارس من عام 2006 لبحث مزاعم أطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي، من قبل رجال الدين في العاصمة الإيرلندية، وأنجزت اللجنة تقريرها في يوليو الماضي. وقدّم الكاردينال شون برايدي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إيرلندا اعتذارا عن حوادث الاستغلال الجنسي واسعة النطاق التي ارتكبها قساوسة في العاصمة دبلن والمناطق المحيطة بها بحق الأطفال، وعن الأساليب التي اتبعتها الكنيسة للتستر على هذه الحوادث. ويقول الأب بريان دو أكري مشرف دير "باشيونست" في إينيسكلن شمال البلاد، إن الفضائح الجنسية تلك "أثرت في سمعة الكنيسة، وجعلت من الصعب جدا استقطاب الشباب للعمل في سلك التوجيه الديني"، وفقا لمجلة "تايمز" الأمريكية. وأضاف دو أكري "الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك الأزمة هي تغيير بعض القوانين في الكنيسة.. بالطبع السماح للقساوسة بالزواج قد يساعد... أو ربما تعيين رجال متزوجين أصلا، فقوانيننا الحالية غبية وتستثني رجالا جيدين من العمل".