تختلف استخدامات مفردة (الترفيه) واشتقاقاتها من بلد عربي إلى آخر، ففي تونس الخضراء يقولون (رفاهة) عن محل الأدوات الكهربائية، فإذا دخلت (رفاهة عكاظ) مثلا فإنك في الغالب ستشتري تلفازا أو ثلاجة، وفي بعض دول الخليج يستخدمون مصطلح (الرفاه) للتعبير عن الخدمات العامة والدعم المالي الذي تقدمه الدولة للمواطن. وقد انشغل الناس في بلادنا بخبر إنشاء (هيئة الترفيه) طوال اليومين الماضيين دون أن يعرفوا نوع الترفيه الذي سوف تقدمه لهم الهيئة، فمصطلح الترفيه واسع مطاط يشمل الأنشطة الثقافية، مثل المسرح والسينما والموسيقى، كما يشمل الأنشطة السياحية، مثل مدن الألعاب ومراكز التسوق والرحلات البحرية والبرية، والأنشطة البلدية، مثل المنتزهات والحدائق والأنشطة الرياضية على اختلافها، وكذلك الأنشطة العفوية الشعبية، مثل التطعيس والصيد وغير ذلك. ما هو دور هذه الهيئة الجديدة بالضبط ؟، هل ستكون متخصصة في تنشيط وجذب الاستثمارات المتعلقة بالأنشطة الترفيهية كما تبدو الأمور من خلال الشخصية الاقتصادية التي تقودها؟ أم أنها ستكون جهة تنسيقية بين هيئة السياحة والآثار وهيئة الثقافة وأمانات المدن لتطوير الأنشطة السياحية والترفيهية والثقافية في البلاد؟. أنا لا أشك بأن قلة الفرص الترفيهية في البلاد تساهم في خروج عشرات مليارات الريالات من البلاد بسبب هروب المواطنين إلى الخارج مع كل إجازة بسبب قلة المناشط الترفيهية في البلاد، بل إنني أعتقد أن قلة النشاطات الترفيهية خلقت شكلا من أشكال الكبت المزمن الذي أرى أنه من مسببات التشدد والإرهاب، لذلك أعتبر نفسي من أشد أنصار هيئة الترفيه الوليدة رغم أنني لا أعرف ماهيتها ولكنني مثلي مثل بقية المواطنين (ماشي على النية وعاجبني الاسم)!. لذلك فإننا في هذه الأيام لا ننتظر من هيئتنا العزيزة سوى أن ترفه عنا ببيان توضيحي يشرح طبيعة عملها ونطاق اختصاصاتها لأننا (شوي ونتنكس) لشدة فرحتنا بهذه الهيئة دون أن نعرف شيئا عنها!. خلف الحربي نقلا عن "عكاظ"