حرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون يعرفون باسم "تدفيع الثمن" أسرة فلسطينية داخل منزلها بالضفة الغربية ، اليوم الجمعة، و راح ضحية الواقعة رضيع عمره عام ونصف، فيما لا تزال حالة والدته ووالده اللذين نقلا إلى مستشفى إسرائيلي، في خطر بسبب جراحهما البليغة. لكن .. من هى جماعات "تدفيع الثمن"؟ ذكر موقع "افنجتون بوست" بالعربي أن جماعات تدفيع الثمن بدأت عملياتها منذ عام 2008 في الضفة الغربية وإسرائيل، ومعظمهم من ناشطي اليمين المتطرف من مستوطنة يتسهار في الضفة الغربية، ومن النقاط الاستيطانية العشوائية الواقعة شمالى رام اللهوجنوب الخليل. وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية تشمل تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون ونادرا ما يتم توقيف الجناة. وشهدت نهاية الشهر الماضي حادثتين مماثلتين حيث قامت تدفيع الثمن بحرق غرفة تابعة لكنيسة رقاد السيدة "دور متسيون" بالقدس الغربية، وكتبوا على جدرانها شعارات مسيئة للمسيح وأضرموا النار داخل مسجد بلدة الجبعة إلى الغرب من بيت لحم جنوبالضفة الغربية. وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أعدادها بحوالي 100 شخص، وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق (الشاباك) أكد أن السلطات الإسرائيلية غير معنية بمجابهة أعمال جماعات "تدفيع الثمن"، وهو ما اعتبره الفلسطينيون ضوءا أخضر لعمليات المستوطنين بحق الفلسطينيين. وعلى صعيد ردود الأفعال ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أنه ينوي التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية ردا على مقتل الطفل، واصفا الواقعة بأنها "جريمة حرب" جديدة محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية. عباس قال إن سلطته لن تسكت ما دام الاستيطان والاحتلال موجودان، وأنه يعد ملف هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، وسيرسلها للجنائية الدولية، مؤكدا أن أحدا لن يوقفه عن هذا الإجراء. وطالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل ب"عدم التهاون" مع أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون إثر هجوم الجمعة في الضفة الغربيةالمحتلة. منظمة التحرير الفلسطينية حملت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "المسؤولية الكاملة" معتبرة أن الهجوم هو النتيجة المباشرة لإفلات "إرهاب المستوطنين من العقاب طوال عقود". أما نتانياهو، من جهته، فقد سارع للتنديد بهذا العمل "الإرهابي" وهي صفة نادرا ما تطلقها إسرائيل على هجمات معادية للفلسطينيين، طالبا قوات الأمن باستخدام كل الوسائل التي في متناولهم لتوقيف الجناة وإحالتهم على القضاء. غير أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أكد أنه لا يمكن فصل هذا "الهجوم الوحشي" عن حكومة تجسد ائتلافا يعمل من "أجل الاستيطان والفصل العنصري". وأعلن يعاريف أوبنهايمر مدير حركة "السلام الآن" الخاصة المعارضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، أن هذا النوع من الأعمال العدوانية بات يشكل "آفة حقيقية."