سيدني أ.ف.ب : كشف تقرير حول اعمال شغب في مركز استرالي لاحتجاز اللاجئين في بابوا غينيا الجديدة الاثنين ان رجلا ايرانيا "تعرض للضرب بقسوة" وحتى الموت على يد عامل ينتمي الى منظمة جيش الخلاص المسيحية للاعمال الخيرية. واسفرت اعمال الشغب في جزيرة مانوس في شمال بابوا غينيا الجديدة في شباط/فبراير الماضي عن اصابة 69 شخصا بجروح بعدما اشتد التوتر بين المحتجزين لعدم علمهم بمصيرهم في ظل سياسة اللجوء الاسترالية القاسية. ولم يجد تقرير مستقل للحكومة الاسترالية اي عامل محدد ساهم في اندلاع اعمال العنف في المعسكر. كما اشار الى انه "من غير الممكن القاء اللوم مباشرة على طرف واحد او عدة اطراف متورطة في الاحداث". واضاف التقرير ان من بين العوامل التي اشعلت التوترات، الاحباط والقلق لدى المحتجزين لغياب المعلومات عن سياسات اللجوء والخشية التي اصابتهم بعد سماعهم انه لن يكون هناك فرصة لهم للعيش في استراليا. ويضاف الى ذلك تنافر بين البعض في المعسكر ومواطنين من بابوا غينيا الجديدة، حيث تعاطى معهم بعض طالبي اللجوء ب"قلة احترام وعنصرية". وتضم جزيرة مانوس واحدا من معسكرين تستخدمهما استراليا ويقع الثاني في ناورو. وينقل اي لاجئ يصل عبر البحر فورا الى احد المركزين لمراجعة وضعه والبت في منحه اللجوء. وبحسب التقرير فان التوترات تصاعدت عدة ايام قبل تحولها الى اعمال شغب وفرار ما بين 30 و35 شخصا في 16 شباط/فبراير، القي القبض عليهم لاحقا. وفي اليوم التالي تحول احتجاج الى اعمال عنف حين دخل عناصر شرطة بابوا غينيا الجديدة الى المعسكر وفتحوا النار. وخلال تلك الفوضى اصيب الايراني رضا براتي بجروح خطيرة في الراس بعد تعرضه للضرب. ونقل التقرير عن شاهد عيان ان احد المعينين من قبل جيش الخلاص وهو مواطن من بابوا غينيا الجديدة ضرب الرجل الايراني، واعطى الشاهد اسماء آخرين قال انهم سيدعمون قوله. واوصى التقرير السلطات التسريع في القيام باجراءات لتحديد اللاجئين المؤهلين ونقلهم في اسرع وقت ممكن. كما دعا الى ابلاغ المحتجزين بوضعهم بشكل دائم. وبحسب التقرير فان هناك مهمة كبيرة لاعادة بناء الثقة بين العاملين في المركز والمحتجزين، وتوجيه الاتهامات للمسؤولين سيكون له دور اساسي في ذلك. من جهته قال وزير الهجرة الاسترالي سكوت موريسون ان بلاده ستلتزم بتوصيات التقرير، وقد بدأت اصلا في اجراءات لتحسين الاوضاع في مانوس. وتم تسليم اول لائحة باسماء اللاجئين الذين تقرر مصيرهم الاسبوع الماضي. واوضح موريسون في مؤتمر صحافي ان اعمال العنف في المعسكر، الواقع تحت سلطة قضاء بابوا غينيا الجديدة، هي بمثابة "سلسلة اعتداءات رهيبة ومأساوية ومؤلمة". لكنه اضاف ان تلك الحوادث لم تكن لتحصل لو لم تندلع الاحتجاجات "اظن ان ذلك واضحا". وتابع ان "الاحتجاجات لا يمكن ان تبرر باي حال من الاحوال ما حصل للسيد براتي او اي اعمال عنف اخرى حصلت تلك الليلة". وليس معروفا ما اذا كان القتيل الايراني شارك في الاحتجاجات. واشار موريسون الى ان شرطة بابوا غينيا الجديدة مسؤولة عن توجيه الاتهامات، وقد تسلمت السلطات المحلية كافة المعلومات التي استخدمت في وضع التقرير. وبحسب ارقام دائرة الهجرة فانه مركز مانوس ضم حتى اواخر نيسان/ابريل 1273 لاجئا.