شابة وشاب عمانيان حملا على عاتقيهما النبش في علاقة الشباب الجامعي مع الكتاب، وقادا حملة حملت شعار «لنقرأ معاً» لمدة عشرة أيام في جامعة السلطان قابوس قبل انتهاء الموسم الدارسي. ولم يكن يخطر في بال ميساء الصقري وخميس الجرادي الطالبان في قسم الإعلام في الجامعة أن يجدا أرقاماً مذهلة ومخيفة حول هذه العلاقة العربية السلبية مع ما يسمى في الثقافة الشعبية «خير جليس في الزمان»، فأرادا أن تكون الحملة مشروعهما للتخرج. ورأى الطالبان أهمية تطبيق مشاريع التخرج في شكل عملي يهدف الى الارتقاء بمستوى مخرجات الجامعة والابتعاد قدر الإمكان عن الإطار النظري إلى الإطار العملي في التدريس، ما يساعد الطلاب على تطبيق ما حفظوه وإبراز مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية تماشياً مع سياسة الجامعة. واختار ميساء وخميس شعار «لنقرأ معاً» لما يكمن فيه من «دلالات تحفيزية تشجع على القراءة بين المجموعة. فحرف اللام يدل على تأكيد الفعل اقرأ ويستنهض الهمة، وكلمة معاً لها دلالة المشاركة والوحدة في بذل الجهد والنشاط» كما قالا. وهدفت ميساء وخميس إلى تعزيز علاقة الشباب والطلاب مع الكتاب خارج منظومة الكتاب الدراسي، وتشجيع أقرانهم على القراءة كوسيلة تثقيف وترفيه وتنمية مهاراتهم، وتوفير الكتب للطلبة لتسهيل وصولها إليهم وحضّهم على القراءة من خلال قيامهما بحملة تبرعات أثمرت أكثر من 600 كتاب حصلا عليها من مؤلفين ومكتبات، فقدماها مجاناً للراغبين في قراءتها. وجاءت فكرة الحملة وهي الأولى من نوعها على مستوى الجامعة من منطلق نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قام بها الطالبان والتي شملت 1350 طالباً وطالبة من مرحلة البكالوريوس في الجامعة والتي جاءت دون المستوى المطلوب ومخيبة للآمال في جامعة بأهمية جامعة السلطان قابوس. وتضمن برنامج الحملة محاضرتين الأولى تتناول تجارب عدد من الكتّاب العمانيين مع القراءة ألقاها كل من محمد الرحبي وأزهار الحارثي وجمال الغيلاني، فيما قدم الدكتور أحمد النجار، وهو مختص في علم النفس الاجتماعي في جامعة الإمارات، محاضرة عن أهمية القراءة وطرق تنمية مهارة القراءة لدى الطلاب والشباب عموماً. ولم يكتف الطالبان بما أنجزاه داخل أروقة الجامعة، بل تابعا نشاطهما على الشبكة عبر تصميم موقع إلكتروني هدف إلى التعريف بالحملة وتدعيمها وتوفير عدد من الروابط الإلكترونية لمواقع ومنتديات خاصة بالقراءة. وإلى ذلك أصدرا نشرة صحافية ثقافية بعنوان «لنقرأ» تحتوي على معلومات متنوعة في العلوم الإنسانية والعلمية لتنمية المعرفة ونشر الثقافة، ولضمان وصول الحملة إلى أكبر عدد ممكن من الطلبة ثم تصميم إعلانات ترويجية وإرسال رسائل نصية قصيرة للطلاب لتفعيل تواصلهم مع فعاليات الحملة وتحقيق أكبر فائدة ممكنة.