حذر خبراء اقتصاديون مما يتم ترويجه حول ضعف الطلب على الريال بنسبة 50 بالمائة بسبب خفض عدد الحجاج, وأوضحوا إنها أكاذيب تستهدف المضاربة على الريال. وأشاروا الى أن ما يتردد عن احتمالية ضعف ايرادات الحج بسبب انخفاض القوة الشرائية للحجاج بسبب خفض أعدادهم مجرد شائعات لا تستند الى الوقع وصرّح عضو لجنة الأوراق المالية والمحلل المالي تركي فدعق بأنه لا صحة للشائعات التي روّجت لضعف الطلب على الريال السعودي وانخفاضه بنسبة 50 بالمائة بسبب خفض عدد الحجاج. وأكد أنه تم تناول هذه الشائعات بشكل كبير بهدف المضاربة وتم طرح أرقام مبالغ بها، مشددًا على أن نسبة الانخفاض في الطلب على الريال السعودي تقل عن 5 بالمائة. واشار فدعق إلى ان الاقبال على صرف الريال السعودي ازداد مؤخرًا في عدد من الدول العربية كذلك في مكة بسبب موسم الحج، مع ثبات مستمر في سعر صرف الريال وذلك بسبب ارتباطه بالدولار. من جانبه صرّح الكاتب والمستشار الاقتصادي طلعت حافظ بأن المملكة لا تنتظر مكاسب مادية من الحج بقدر ما تستثمر من أموال بهدف تحقيق حج ميسور مؤكدًا أن الحكومة لا يدخل في خزينتها إيرادات الحج بل تستثمر أموالًا طائلة كل عام. واستنكر مواقف البعض التي انتقدت بشكل أو بآخر تنظيم الحج أو تقليل عدد الحجاج لهذا العام، مشيرًا الى ان تقليل عدد الحجاج جاء بشكل مدروس من جميع النواحي منها الاقتصادية، مع التنسيق المستمر بين جميع الدول التي ترسل أفواج الحجيج. وأشار حافظ الى ان ايرادات الحج تذهب للتجار وليس للحكومة، مما قد يؤثر قليلًا على العائدات المادية للتجار ولكن ليس بذلك التأثير الكبير. وعند سؤاله عن القدرة الشرائية للحجاج، أكد حافظ أن هناك انخفاضًا طفيفًا لا يجب أن نبالغ فيه خصوصًا أن الحاج يأتي بقصد الحج مرة واحدة في العمر وغالبًا ما يكون الحاج مستعدًا ماديًا للإنفاق على هذه الفريضة. ولم ينكر حافظ ان التغيّرات السياسية التي تمر بها بعض الدول المجاورة قد أثرت على الحالة الاقتصادية لتلك الدول مما أدى الى انهيار العملات ما قد يسبب اختلافًا في سعر الصرف ويؤثر تأثيرًا طفيفًا على القوة الشرائية للحجاج. وبشأن التلاعب بالأسعار أكد حافظ أنه أمر وارد لكن وزارة التجارة والصناعة تقف بالمرصاد للتجار، وذلك من خلال تنظيم حملات لمكافحة الغش التجاري والتلاعب بالأسعار في منطقة المشاعر. وعلى الرغم من جهود وزارة التجارة لمكافحة التلاعب بالأسعار، يقول التاجر عبدالله عبدالسلام «صاحب مطاعم شعبية في منطقة الحرم» إن الكثير من التجار بدأوا فعليًا برفع الاسعار بمعدل ثلاثين بالمائة وذلك لتلافي خطر الخسارة. ورغم انه لم ينف سعيه هو الآخر لزيادة الأسعار بشكل «معقول» إلا أنه أكد على ضرورة هذه الزيادة بسبب قلة عدد الحجاج. وعند سؤاله عن القدرة الشرائية للحجاج، وهل سيؤدي ذلك الى بوار بعض السلع، أكد أن ما يقدّمه من وجبات للحجاج هو حاجة إلزامية لا يستطيع الحجاج تجاهلها خصوصًا ان معدل التضخم لم يطل فقط المواد الغذائية بل جميع المنتوجات في المنطقة. أما رائد الزهراني وهو صاحب محل حُلي خارج الحرم المكي فأكد ان جميع التجار يستطيعون تغطية خسارتهم عن طريق الزيادة الطفيفة في الأسعار، لكن تجار الذهب مقيّدون بالسعر العالمي. وأكد أن الاقبال على شراء الذهب في رمضان كان محدودًا على الرغم من انخفاض أسعار الذهب، مما قد يؤكد استمرارية ضعف الاقبال على الذهب في موسم الحج بسبب الوضع الاقتصادي المنهار لكثير من الدول.