يقع حي الراكة، وما جاوره في الشمال الشرقي من جزيرة النسيان البلدي. ويتمتع ساكنو تلك القطعة الجغرافية بلسعات البعوض المؤذية بسبب فيضانات -الصرف الصحي- المتدفقة من عمق الأرض. أما مركباتهم فتمتاز بالمراجعة الدائمة، والمستمرّة لورش الصيانة جراء ترنحها، وتمايلها في حفريات شوارع تلك الأحياء. إنك تتفاجأ، وستتفاجأ عندما تدخل تلك الأحياء لأول مرّة، وتتساءل يا ترى هل هذه الأحياء أحياء دولة النفط، والمال؟!. وهل هذا هو الوجه الحسن الذي نراهن، وسنراهن عليه بجمال منطقتنا؟!. أو تلك المناظر ستكون هي ورقتنا التي نطمع أن تكون رابحة عندما نروّج للسياحة في منطقة السياحة، ومتنفس السياح؟!. أظن أن الضمير سيجيب ودون تردد: لا.. ليس ذلك إلا وجها قبيحا، وورقة خاسرة إن بقيت الأمور على ما هي عليه دون التفاتة، واعتناء. من ناحية أخرى تتعجب، وتستعجب عندما تلعب لعبة المقارنة فتقارن تلك الأحياء الأفريقية بأحياء أمريكية، أو أوروبية في نفس المنطقة، أو المدينة وقد لا تكون ذات مسافة بعيدة عن أفريقيا الشرق (الراكة، وما جاورها) وتسأل ما بال هذه الأحياء تفوق جمالَ، وتنظيمَ عواصم العالم الأول؟!. وما سرّ هاتيك الأحياء تتربع على عرش أسوأ أحياء المملكة تنمية، وقُبحا؟! ولعلك لن تنتظر الإجابة طويلا لأن (ملقوفا) في كل زاوية سيُجيبك فوراً (هنا بيت مسؤول)، وما هنالك من صاحب قرار. وأثق أنك مع هذه الإجابة لن تتمتم إلا بقولك: «وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين». أيها الأمين الموقّر... أحياء الراكة، والنورس، والخالدية، والجسر وكثير غيرها من الأحياء تحتاج إلى وقفة جادة من لدن معاليكم لإعادة بنيتها التحتية من جديد، وتطويرها، ورصف شوارعها، وتعبيد طرقها المتهالكة، وإنارة شوارعها، وصيانة، ومعالجة مياهها المتناثرة في طرقاتها، وإنهاء معاناة سكانها من تسربات الصرف الصحي في أحيائهم، وإقامة الحدائق، والمتنزهات لعوائلهم، وتشييد الملاعب الرياضية لأبنائهم أسوة بالأحياء الأخرى في ذات المنطقة. لعل معالي الأمين.. سمع كثيرا استغاثات، وأصوات أهالي تلك الأحياء التي قد بُحّت جراء استغاثاتهم، ونداءاتهم المتتالية، والمتقادمة قِدم سكناهم لتلك الأحياء أنْ يا معالي الأمين نظرة من رحمة، والتفاتة من شفقة، وحقّا من ألف حقّ؛ ولكن صدى أصواتهم كما يشكون، ويشتكون ترجع إلى حيث انطلقت ولات من أذن لاستغاثاتنا -كما يقولون– تستجيب. أو سامع يعد فيصدق. ويقول فيعمل. لسان مقال ساكني تلك الأحياء المنسية يقول: لقد وعدونا ولكن الزمن أكل على وعودهم، وشرب. وطالما انتظرنا (تطميناتهم) وهاهو الوقت كذّبها، وبيّن تحايلها.. أما لسان حالهم فيقول: لقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي الراكة، وما جاورها -أيها الأمين- وغيرها مما ماثلها، أو يماثلها من أحياء لؤلؤة الخليج هي في عنق، وذمةّ معاليكم. وهي جزء مهم من مهمة أمانتكم لا يقل شأنا عن غيره من أجزاء المنطقة. ألا.. وإن تطورها، ونماءها تطوّر ونماء لسيرتكم الذاتية. كما وإن ارتكاستها في قائمة أسوأ أحياء المملكة، وتخلف بنيتها التحتية قد تكون إشادات غير ممتعة، أو محبّبة لمعاليكم من قبل قاطني، وزائري لؤلؤة الخليج (المنطقة الشرقية) التي يجب أن يكون رسمها كاسمها متلألئا وضاءً جميلاً.. ودمتم بخير. [email protected]