دخلت الدكتورة هبة البتيري وصديقتاها الاعلاميتان نوف وفرح من الباب الرئيسي لمركز انتخابي بالخبر يحدوهن الامل في الاعتراف بأصواتهن كناخبات وقيد أسمائهن بكشوف الناخبين ، وأكدن بما لايدع مجالا للشك انهن لسن ليبراليات اومن دعاة التحرر وانما فتيات من بنات المملكة يحاولن تأكيد جدارة المرأة بالمشاركة فى دفع عجلة التنمية على ارض الوطن قررن التعبير عن رأيهن بشفافية وإيصال الصوت بطريقة عفوية عندما قرأن تصريحات المسؤولين واصحاب القرار ولاحظن تضاربها حول عدم منع النظام مشاركة المرأة فى الانتخابات ، وفى صباح اول ايام التسجيل للنسخة الثانية من الانتخابات البلدية ، وأن مطالبهن وقفت عند «حد الصوت» رافعات الهوية الوطنية وناشدن اصحاب القرار السماح لهن بالتسجيل فى كشوف الناخبين والمشاركة فى التجربة بنسختها الثانية ، وتؤكد احداهن التى تعمل طبيبة انها مؤتمنة على ارواح المرضى ورغم ذلك ليس من حقها الادلاء بصوتها لاختيار من يمثلها .. « اليوم » تنفرد بحوار موسع مع اول ثلاث فتيات يدخلن مقرا انتخابيا لاول مرة بالمملكة وتغوص معهن فى تفاصيل تجربتهن والبداية مع الدكتورة هبة البتيري .. فإلى التفاصيل : هبة ونوف وفرح امام موظف المركز الانتخابي (تصوير :مختار العتيبي) مواطنات سعوديات ماهو شعورك لحظة دخولك المركز الانتخابي ؟ - في البداية استقبلونا بكل احترام وتقدير بعد ان حاولنا دخول مركزين انتخابيين ودار نقاش مع الموظفين ومديرالمركز الانتخابي عن اسباب منعنا من التسجيل في قوائم الناخبين وكان هناك تفهم من ناحية العاملين وتم طرح وجهة نظرنا وقبولنا ووعدونا بتعبئة الاوراق كوننا مستوفيات الشروط التي تتطلب ان يكون العمر فوق 21 عاما ومواطنات سعوديات ونحمل بطاقة احوال وقاموا بإدخالنا مكتب منفصل وتم داخله توقيع الورق وتدوين اسمائنا وعندما امسكت بالقلم شعرت ان لي صوت وتأثير في المجتمع واحسست اننا نسير في الطريق الصحيح وان المسؤولين والمجتمع سيتقبل وجود المرأة ولو ناخبة فقط كونها كيانا موجودا وتستطيع بامكانياتها التعليمية والاخلاقية خدمة المجتمع رفض متوقع مواطنات سعوديات هل تبحثن من وراء تلك التجربة عن الشهرة ؟ - لم نبحث وراء الشهرة ووجودنا داخل المركز الانتخابي كان بهدف ايصال صوت المرأة السعودية وتغيير النظرة القاصرة عنها وتوقعاتنا كانت تنبئ بالرفض من لجان الانتخابات ونظرا لاننا لم نواجه اسباب مقنعة لمنع ورفض دخولنا الانتخابات قررنا الذهاب بانفسنا لنعرف باجتهادنا الشخصي الاسباب المبهمة . هبة : أنا طبيبة مؤتمنة على أرواح ولا أستطيع اختيار من يمثلني توكيل السجناء ماهو الدافع وهل كان هناك عوائق ؟ - اكثر ما أثار حفيظتنا كنساء هو نظام التوكيل للسجناء وذوي الاحتياجات الخاصة وهنا ثار سؤال فى خاطرى وهو : كيف اكون طبيبة مؤتمنة من الدولة اعزها الله على حياة الناس وارواحهم ولا استطيع ان اضع لنفسي صوتا لاختار بقراري من يمثلني فى خدمة منطقتي ونحن كنساء سعوديات حضرنا المركز وادلينا ببياناتنا لتسجيلها ضمن قيد الناخبين والناخبات وانا اجزم ان هناك اولياء امور وبنات سيأتون للتصويت ليتخذن قراراتهن بانفسهن ، وهنا لابد ان اشير الى حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز " يحفظه الله " عن المرأة السعودية وافتخاره بها وذلك اكبر دليل على حبه لبناته . آلية عمل لو قدر لك التصويت .. فلمن ستمنحين صوتك ؟ -سواء كان المرشح رجلا أو امرأة لا يوجد عندي تحفظ على الجنس والمهم هو امتلاك العضو الرغبة في التواصل مع المجتمع بعد ترشيحه وألا يكون المنصب بالنسبة شرفيا وان تكون لديه آلية عمل ويتم من خلاله تخصيص مندوب او مندوبة للتواصل مع النساء لمعرفة مطالبهن وتلبية احتياجاتهن بالطريقة الصحيحة وفى العصر الحديث توجد اكثر من طريقة منها التواصل الالكتروني وليس به مانع شرعي وتتعامل به اكبر الدول كحكومات الكترونية . لجان نسائية ماذا لو رشحتي كعضوة وتم قبولك ؟ - سأشكل لجانا نسائية لجعل المرأة السعودية تدخل في انشطة اجتماعية اكثر لدعم دور النساء في المجتمع وتغيير نظرته اليها . المال والقرار ما رأيك فى عضوية المرأة بالغرف التجارية ؟ -خطوة ايجابية من وزارة التجارة في دخول المرأة كون سيدات الأعمال يملكن المال والقرار ونرغب في تطبيقه على مستوى المجالس البلدية وتمثيل نصف المجتمع دلالة واضحة على أهمية تواجدها. نوف : المجلس البلدي الحالي بلا انجازات ومطالب المرأة «مهمشة»
صوت بالوكالة لو قدر لك الترشيح فكيف تقيمين نفسك ؟ - انا لست راغبة في الترشيح وارغب فقط في ايصال صوتي ولو بالوكالة فقط وانا لا زلت في بداية حياتي العملية المليئة بالعمل الجاد وربما في حال وصلت الى درجة الاستاذية حينها يكون لكل حادث حديث فالطبيبة نبض المجتمع من خلال الاحتكاك بمرضاها من الجنسين وتحرص عليهم ولا بد ان يكون هناك تمثيل للمرأة وفي حالة اتاحة المجال للترشيح سيكون هناك نشاط لم يعرفه اعضاء المجلس البلدي القدامى . نصف المجتمع ما الذي دفعك لدخول المركز الانتخابي وما الهدف ؟ - اشعر ان المرأة السعودية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين " حفظه الله" لها انجازاتها ووصلت للعالمية بينما الأدوار الاجتماعية مهمشة ومن الصعب إيصال صورتها الصحيحة إذا لم تدخل لجان من هذا النوع والاحتكاك بالادارات الحكومية وللعلم ان المرأة أكثر تفهما من الرجل في تلمس نواحي الجمال بالمنطقة كون الرجل يحمل أعباء كثيرة والمرأة دائما يهمها الجمال والرحمة ومتابعة المجتمع وخلق مساحات جديدة تهدف لتعزيز دورها ومعرفة قيمتها كونها تمثل نصف المجتمع بطاقة العائلة هل تحملين بطاقة الهوية الوطنية وماذا تعني لك ؟ - انا طبيبة مؤتمنة من قبل وطني على أرواح المرضى واحمل هويتي في محفظتي واعتز بها وعضو في المجتمع ولكني احملها وأطالب في بعض الدوائر الحكومية ببطاقة العائلة والجواز وليس لدي الصلاحيات التي يتمتع بها الرجل ، ولذا يشجعنى والدي ووالدتي واصدقائي ومن حولي على المشاركة في اتخاذ القرار ، ورغم ذلك فوجئت ببعض التعليقات الشخصية فى بعض مواقع التواصل الاجتماعي وكنت حزينة على تلك الكلمات التي لا تمت للشخصية المسلمة بصلة رغم اني محافظة ومن بيت عريق وقبل ذهابي للمركز الانتخابي استشرت وصليت الاستخارة ورغم ذلك لا زلت قوية وسأستمر في مطالباتي لايصال صوتي بالاقناع والحجة ، واذا لم تمتلك المرأة حوارا مع الرجل فمع من تتحدث ؟ فانا امرأة عاملة وناضجة واعرف حقوقي ومتى التزم الصمت ومتى اتكلم وحين اكون فاعلة في مجتمعي . عضوية ماذا تعرفين عن اعضاء المجلس السابقين وماذا قدموا؟ - ما قام به اعضاء المجلس السابق لا يكاد يذكر فانا متابعة لما يحدث في المنطقة الشرقية من مشاريع وخدمات ولم أر يوما تفاعل المجلس مع النساء فهم معزولون ربما بتحجيم ادوارهم او ان العضوية شرفية فقط . وينتقل الحوار الى المواطنة فرح الشريف بسؤال عن شعورها عقب التجربة ؟ - شعرت بالفخر والاعتزاز كمواطنة سعودية تدلي ببياناتها للجنة الانتخابات وفي نفس الوقت تساءلت لماذا لا يكون ذلك امرا عاديا ، خاصة وانه ليس هناك قرار شرعي او قانوني يمنع مشاركة المرأة في الانتخابات . فرح : تجربة لن تمحى من ذاكرتي أكدت خلالها ذاتي كسعودية الصف الاول احكي لنا تجربتك مع دخولك المقر الانتخابي ؟ - كانت تجربة لاتنسى حققت من خلالها ذاتي في اثبات حقي كسعودية تحمل الهوية وعاملة تتمنى لبلدها كل الخير وتجربتي في الدراسة في الامارات جعلتني اتمنى ان تنال المرأة الاهتمام الذي يضعها في الصف الاول ويحترم صوتها . الطريق الصحيح اما السؤال التالى فكان من نصيب نوف عبدالعزيز ودار حول شعورها ايضا ؟ - حالت ظروف دون ذهابي في اليوم الاول ولم يكن هناك ترتيب مسبق للذهاب وتدوين البيانات بالمركز الانتخابي وكنا جميعا في داخلنا اسئلة كثيرة حول الموانع التى تحول بين ذهابنا للتسجيل خاصة مع ما تشهده المملكة من حركة نشطة نحو الطريق الصحيح ولم نجد مسؤولا يرد على اسئلتنا ويقنعنا بالرفض خاصة وان مبرراتهم بعد جاهزية المقرات غير مقنعة لان النسخة الاولى مر عليها 5 اعوام تكفى لاقامة مدن ومشاريع عملاقة ، وكما اعلم فهناك متطوعات يرغبن في العمل باقسام منفصلة عن الرجال لتسجيل اصوات النساء ، وهنا أؤكد انه لا يفهم احتياجات المرأة الا مرأة مثلها ، وهل يضمن لي المجلس البلدي في حال انتخاب رجل ان يلبي طلبات المرأة وتستطيع الوصول اليه بسهولة ليستمع الى احتياجاتها . دور مهمش كيف تقيمين اداء المجلس البلدى الحالى ؟ - ليس لهم منجزات ولا نعلم عنهم شيئا ودور المرأة ومطالبها "مهمشة" وليس لهم فعالية تجاه قضايا المرأة في المنطقة بينما نجد جمعيات واعمالا تطوعية شبابية اكثر فائدة من اعضاء المجلس البلدي وتمس المرأة بفعاليات وتغطيات اعلامية مميزة . تجربة فريدة كيف كانت تجربتك فى اليوم التالي لدخولك المقر الانتخابي ؟ - كانت تجربة فريدة من نوعها وكطالبة جامعية امثل شريحة الفتيات ولم يكن هناك تنسيق مسبق فانا وهبه لانعرف بعضنا وليس هناك تنظيم مسبق وتحديثاتها على موقع تويتر جذبتني للتواصل معها للوصول الى مبتغانا في ايصال صوتنا خاصة وان تضارب تصريحات المسؤولين ادخلنا في متاهة "صوتي أو لا تصوتي "