بحضور السفير الأمريكي جيمس سميث والقنصل العام في الظهران تيموثي بوندز احتفت القنصلية الأمريكية في الظهران بعضو الكونغرس النائب المسلم عن ولاية مينسوتا، كيث اليسون ومجموعة من رجال الأعمال من الولاية كانت برفقته. النائب كيث أليسون يتحدث إلى «اليوم» ورحب السفير بالنائب أليسون وصحبه في الظهران وفي المنطقة الشرقية، مشدداً على أن مثل هذه الزيارات تزيد من روابط العلاقات والصداقة بين البلدين. كما تحدث النائب أليسون وشدد على ضرورة أن يلتقي الشعبان، ورأى أن الصداقة الشخصية بين السعوديين والأمريكيين تلعب دوراً مهماً في إرساء علاقات مميزة بين الناس في كلا البلدين. وقدم النائب رجال الأعمال المرافقين إلى الحضور. وتحدث النائب الأمريكي ل«اليوم» قائلاً أن الشرق الأوسط يشهد تغييرات واسعة وجديدة. وأن الحكومات يجب أن تهتم بالاستجابة للتواقين إلى الحرية في هذه المنطقة. وقال أن الحكومة الرشيدة هي التي تتطلع إلى طموحات مواطنيها وحاجاتهم. ملاحظاً أن تمنع الحكومات عن الاستجابة لتطلعات قد تتسبب في ثورات، وذلك ما يبدو أنه قد حدث في بلدان عربية. وقال أنه في الولاياتالمتحدة حينما لم يستجب لطموح الناس إلى الحرية والانعتاق من نير العبودية، تطلب ذلك ثورة شعبية لينعم كل الأمريكيين بالمساواة والحرية. الضيوف يستمعون إلى كلمات السفير والنائب التجاوب الأمريكي وعما إذا كانت التغييرات في المنطقة تشكل تحدياً للساسة الأمريكيين الذين تعودوا على التعامل مع أنظمة حكم نمطية في المنطقة، قال أنه لا يعتقد أن التغييرات الجديدة ستمثل تحديا للسياسة الأمريكية، لأن السياسة الأمريكية تنتهج الحكمة والتعقل ويمكنها التعامل مع التغيرات. بل أنه يعتقد التغييرات ستساعد الولاياتالمتحدة في إرساء سياسة شرق أوسطية بناءة لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تهتم بإشاعة الحرية والديمقراطية. ولكنه اعترف أن بلاده تطلق شعارات الحرية والديمقراطية في الداخل ولكنها تحجم عن دعم الذين يطمحون إلى هذه الشعارات في الخارج «وعلينا أن نفعل الجانب الصحيح من الديمقراطية». عما إذا كان يوجد أمل في تغيير الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط التي تهيمن عليها إسرائيل، قال «الولاياتالمتحدةالأمريكية تختار الاستقرار على العدالة، وعلينا الآن أن نفضل العدالة» مضيفاً «وأود من شعوب الشرق الأوسط إعطاء بلادي الفرصة كي تتغير أيضاً. ما دام هذه المنطقة تتغير فنحن أيضاً يجب أن نتغير». وتابع «وأقول لك أن في مجلس النواب الأمريكي 435 نائباً ولديهم أراء مختلفة إزاء قضايا مختلفة، ولكن رأيي هو أن هذه الأيام هي الوقت الأفضل لنقول أننا ندعم الديمقراطية، وان ندعم الأسس الديمقراطية وخيارات الشعوب وذلك يتطلب تغييرا في أسلوب عملنا». وحول العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية قال النائب الأمريكي أن هذه العلاقات مهمة «وأنا شخصياً مهتم بتوثيق هذه العلاقات، وقد حضرت إلى المملكة في ست زيارات.. وسوف استمر في ذلك، وأعتقد أن العلاقات مزدهرة». وعن رؤيته للضجة التي تثيرها إيران حول استعانة البحرين بقوات درع الجزيرة للمساعدة في إحباط المخططات الإيرانية في البحرين قال النائب أليسون «أولاً ينتابنا القلق العميق بشان بطش إيران بشعبها التواق إلى الحرية، وملاحقة المتظاهرين في الشوارع والتنكيل بهم، ويقلقنا ما تفعله إيران لجيرانها». مضيفاً أن المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة ينسجمان في الموقف من المشاغبات الإيرانية. «أعتقد أن أمريكا والسعودية يعملان معاً لمعالجة مثل هذه القضايا» ولكنه قال أن الشعب الإيراني يرفض ممارسات حكومته، «ولا بد من مساعدة الشعب الإيراني على الحصول على العدالةوحريته». «الولاياتالمتحدةالأمريكية تختار الاستقرار على العدالة، وعلينا الآن أن نفضل العدالة (..) وأود من شعوب الشرق الأوسط إعطاء بلادي الفرصة كي تتغير أيضاً. ما دام هذه المنطقة تتغير فنحن أيضاً يجب أن نتغير». السلام وظروف أوباما ووصف جهود خادم الحرمين الشريفين لإحلال السلام في فلسطين، بأنها بناءة قائلاً «الملك عبدالله رجل عظيم.. وقد قدم مبادرة سلام لحل هذه القضية، حظيت بمباركة 57 دولة» وأتصور أنه يتعين أن تأسيس الدولة الفلسطينية غير الموجودة، بينما الإسرائيليون يعيشون في دولتهم. وعن الظروف التي منعت الرئيس باراك أوباما عن الوفاء بوعوده إلى العالم الإسلامي التي أطلقها في خطاب القاهرة عام 2009م، قال النائب أليسون، أن الرئيس أوباما قدم مرشداً لمستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي، وبالفعل أنجز وعوداً، ولكنه لم يستطع عقد محادثات سلام في الشرق الأوسط، كما يأمل نظراً لأنه انشغل بأوضاع داخلية و«رئاسة الولاياتالمتحدة عمل شاق». وحول أن السلام في الشرق الأوسط يتعثر لأن الولاياتالمتحدة لم تتخذ قراراً حاسماً في هذا الشأن، على الرغم من أهميتها وتأثيرها لدى إسرائيل، قال النائب أليسون «أعتقد أن ذلك صحيحاً.. هذه المشكلة قد عمرت طويلاً، ولا بد من حلها.. وتعلم أن الرئيس أوباما قد اتخذ خطوات في سبيل تحقيق السلام مثل تعيين (جورج) ميتشل (مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط) وأجرى اتصالات بأبي مازن وطالب ببدء عملية سلام..ولكن انشغاله بالأوضاع الداخلية في الولاياتالمتحدة كان يجره للوراء، فالبلاد تعاني من أزمة اقتصادية وكان نقاشا صعباً يدور حول التأمين الصحي.. ولا يمكن للمرء إلا أن يحل مشكلة واحدة في وقت واحد»، وأضاف أن على أوباما التزامات نحو هذه القضية.