قال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية امس إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تشعر بعدم ارتياح حيال أسعار النفط المرتفعة وإنها قلقة بشأن تداعيات هذه الأسعار على الاقتصاد العالمي. وتراجعت أسعار النفط امس عقب تصريحات الفالح. وانخفض مزيج برنت 57 سنتا إلى 123.09 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0153 بتوقيت جرينتش ليصبح منخفضا أربعة دولارات فقط عن أعلى مستوى في عامين ونصف العام الذي سجله هذا الشهر عند 127.02 دولار. وقال الفالح في مؤتمر عن صناعة النفط في كوريا الجنوبية «لا نشعر بارتياح ازاء المستوى الحالي لأسعار النفط.. أنا قلق بشأن تأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي». وأضاف أن أسواق النفط العالمية لا تواجه شحا في المعروض. وجاءت تصريحاته مماثلة لتصريحات وزير البترول السعودي علي النعيمي الذي قال الاسبوع الماضي إن المملكة خفضت انتاجها في مارس لأن السوق متخمة بالمعروض. ودفعت اضطرابات وأحداث عنف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وقوة الطلب في آسيا الأسعار لأعلى مستوياتها منذ 2008 ما أثار سلسلة من التحذيرات من الدول المستهلكة والمنتجة على السواء من أن صعود النفط سيضر بالنمو الاقتصادي وهو ما سينال بدوره من الطلب على الوقود. وقال الفالح إن لدى السعودية طاقة انتاجية كافية للوفاء بأي ارتفاع في الطلب وسد أي نقص قصير الاجل في الامدادات. ورفعت السعودية أكبر دولة عضو في أوبك انتاجها في فبراير ليتجاوز التسعة ملايين برميل يوميا لسد النقص في الأسواق العالمية الناجم عن توقف صادرات ليبيا العضو في أوبك بسبب القتال. والسعودية هي منتج النفط الوحيد الذي يمتلك طاقة انتاجية فائضة كبيرة للوفاء بأي نقص في الامدادات مثلما حدث في ليبيا. وقال الفالح إنه بدون هذه الطاقة الفائضة كانت تقلبات أسعار النفط ستصبح أكثر سوءا بسبب توقف الامدادات الليبية وكذلك بسبب العنف الذي اندلع في نيجيريا مؤخرا بعد الانتخابات. وعززت السعودية طاقتها الانتاجية الاجمالية إلى 12.5 مليون برميل يوميا في 2009 قبل أن ينخفض الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي وهو ما تركها بفائض في الانتاج يتجاوز الاربعة ملايين برميل يوميا أي اكثر من مثلي المستوى المستهدف البالغ 1.5 مليون إلى مليوني برميل يوميا. وبلغ الانتاج 8.292 مليون برميل يوميا في مارس انخفاضا من 9.125 مليون برميل يوميا في فبراير. وقال الفالح «ينبغي أن يعلم الناس أن هناك طاقة فائضة متاحة تقدر بملايين البراميل يوميا». وأضاف أن اثنين من كل ثلاثة براميل تصدرها السعودية تذهب إلى آسيا. وتتوسع أرامكو شركة النفط الوطنية العملاقة في المصافي التي تعالج نفطها، وأوضح الفالح أن أرامكو تدرس بناء مشروعات تكرير مشتركة في الصين وفيتنام واندونيسيا بالاضافة إلى مصفاة أخرى في جازان بالسعودية. ووقعت أرامكو الشهر الماضي مذكرة تفاهم مع بتروتشاينا التابعة لشركة النفط الوطنية الصينية سي.ان.بي.سي لبناء مصفاة بطاقة انتاجية 200 ألف برميل يوميا في اقليم يونان الصيني. وستمد أرامكو المصفاة بالخام. والصين هي ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم وتتخطى الولاياتالمتحدة كأكبر مشتر للخام من الرياض. وفي مارس ايضا اعلنت أرامكو وسينوبك أنهما ستبنيان مصفاة مشتركة بطاقة انتاجية 400 ألف برميل يوميا وبتكلفة عشرة مليارات دولار في ينبع بالسعودية وهي واحدة من مصفاتين جديدتين تبنيهما السعودية في الداخل. وقال الفالح إن المصافي الجديدة والتي يجري بناؤها ستعزز مجتمعة الطاقة التكريرية العالمية للسعودية إلى أكثر من ستة ملايين برميل يوميا من نحو أربعة ملايين برميل يوميا حاليا. وأضاف أن أرامكو ستتوسع في مراكز تكرير قائمة وتطورها. وأوضح أن الشركة مستمرة أيضا في التوسع في نظام انتاج الغاز الطبيعي المحلي الذي ستتجاوز طاقته الانتاجية 15 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا خلال خمس سنوات. وقال إن المملكة تعتزم انفاق اكثر من 450 مليار دولار على مشروعات رأسمالية خلال السنوات الخمس المقبلة. وستمثل أرامكو أكثر من 25 بالمئة من هذا المبلغ إذ ستنفق ميزانية رأسمالية اجمالية تبلغ نحو 125 مليار دولار على مشروعات محلية ودولية خلال تلك الفترة وقال الفالح إن الانفاق يشمل زيادة انتاج الخام واقامة منشآت للتكرير والبتروكيماويات. وأرامكو السعودية مساهم رئيسي في إس أويل ثالث أكبر مصفاة للنفط في كوريا الجنوبية بحصة 35 بالمئة في المصفاة التي تبلغ طاقتها نحو 650 ألف برميل يوميا، وسافر مسؤولون تنفيذيون من أرامكو إلى سيئول لحضور اجتماع لمجلس الادارة غدا الخميس.