استطاعت سيدات الأعمال الخليجيات أن يجدن لهن موطئ قدم على خارطة الاستثمار والمشاريع المتوسطة والكبيرة، وخرجن من شرنقة الحذر الزائد باكتفائهن بالمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، أو وضع ثرواتهن التي بلغت في احدث إحصائيات نحو 224 مليار دولار (أي ما يعادل 20 بالمائة من إجمالي الثروات في المنطقة) في استثمارات بنكية كالسندات والودائع مكتفيات بفوائد ضئيلة مقابل حفظ ثرواتهن بأمان متجنبات مغامرتهن في مشاريع حقيقية تعرضهن لخسارة جزء منها. نجاح يتوجب علينا الإشادة به بالذات لسيدات الأعمال السعوديات والكويتيات والإماراتيات اللاتي سجلن حضورا يجب أن يرقى إلى تغطية إعلامية تليق بهن، فها نحن نسمع منهن الحديث عن مشاريع كبيرة بحجم إقامة مستشفيات وشركات تنقيب ومشاريع في الطيران ومشاريع في الزراعة، ها هن يتحدثن عن مشاريع نوعية وذات جدوى واستثمارات ربحية، ويتحدثن اسوة بالرجال عن بيئة استثمارية آمنة، وهن ماضيات في مشاريعهن وان قادهن ذلك للخروج برساميلهن لأسواق غربية أو شرقية، فهذه فرصة لهن للنجاح ومنافسة الرجال بمشاريع كبيرة لإثبات قدرتهن على القيادة. في الحقيقة هذه الظاهرة تشكل إرادة عظيمة للمرأة الخليجية التي لا تزال مهمشة في أسواق العمل إذ لا تتجاوز نسبة مساهمة المرأة العاملة في الدول الخليجية 30 بالمائة، باستثناء دولة الإمارات التي بلغت أكثر من 50 بالمائة، بعد سياسة توطين الوظائف التي انتهجتها الدولة منذ زمن، فبرعن في إدارة الوظائف وإدارة المشاريع بنجاح، كما سجلت العاملات السعوديات تواجدا ملحوظا في سوق العمل المحلي، ووفقاً لإحصائيات وزارة العمل السعودية فان عدد العاملات بلغ حتى 2012 نحو 215.8 عاملة ليشكلن نسبة 19 بالمائة من إجمالي العمالة الوطنية، وان كانت أغلبها في وظائف كبيع التجزئة أو في المصانع إلا انه مؤشر جيد كبداية. فهذا ما تريده النساء، العدالة وليست المساواة كما يظن البعض، فهن أكثر ما يحتجنه هو العدل وفتح الأبواب لهن للنهوض بأنفسهن في حياتهن بعد سيطرة ذكورية أجهضت فيها حقوقهن المدنية والشخصية والاجتماعية بالمنطقة سنوات طويلة، ولوقت قريب كانت هناك العديد من التحديات أمام عمل المرأة الخليجية، استطاعت أن تدك بعضها وتجعل المجتمع يعتمد عليها في الكثير من الأعمال، وبقي بعضها الآخر يحاصرها. إذ لا يزال سوق العمل الخليجي لا يثق بالمرأة، ويكتفي بتوظيفهن في وظائف إدارية وكتابية أو اختصاصية دون سواها، ولا تزال العاملات الوافدات في الدول الخليجية مفضلات على المواطنات مع العلم أن نسب الخريجات المؤهلات والمتعلمات من النساء الخليجيات في تزايد كبير، وبالمقابل فان نسب البطالة من الإناث مرتفعة هي الأخرى. نحتاج لعمل أكثر من توصيات تصدرها الجهات المختصة بسوق العمل الخليجية للاحتفاء بالعنصر البشري وتوطين الوظائف سواء للإناث أو الذكور، فهؤلاء اكبر استثمار لتنمية الاقتصاد في المستقبل يجب الاعتماد عليها. @hana_maki00