منذ أن أصبح السيد حسن روحاني الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدأت تلوح في الأفق تغيرات في السياسة الخارجية الإيرانية، فسجل الرئيس الإيراني يوحي بأنه كان على اتصال بالغرب، خاصة أثناء دراسته في بريطانيا، أو ككبير المفاوضين مع العالم الغربي فيما يخص برنامجها النووي. ومع أن لهجته كانت حادة أثناء المفاوضات، إلا أن كل من يعرف الرئيس الإيراني يعلم أن ما يقوله هو انعكاس للسياسة الإيرانية، وتوجهات الرئيس السابق إيران يجب أن تتطلع وتعمل على تنقية جميع مسببات أي خلاف بينها وبين دول المنطقة، وتعيد الثقة لأجواء الحوار بينها وبين دول الخليج العربي، فإيران دولة لديها الإمكانيات التي من الممكن أن تساعد في استقرار المنطقة محمد أحمدي نجاد. ولكن لا ينسى الكثير من المراقبين بأنه كان أحد من عمل مع الرئيسين السابقين السيد هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، واللذين كانت لهما توجهات معتدلة، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع دول الخليج. وقد بدا للرئيس الإيراني أمور عديدة من أهمها، أن إيران دولة لها ثقل سياسي لا يمكن أن تكون معزولة عن العالم، وحبيسة صداقة مع دول تعتبر من أكثر الدول عزلة، ومنبوذة من جميع دول العالم، و هما سوريا وكوريا الشمالية. ومن الواضح أن العالم تغير ولدى الرئيس الإيراني ملفات ساخنة، بعضها داخلي والآخر خارجي. فالملفات الداخلية أهمها أن إيران دولة بترولية، وبحاجة ماسة لمصادر الطاقة، ولكن بنيتها البترولية متهالكة، تتناقص على إثرها طاقتها الإنتاجية. ومن الملفات الخارجية هو أن الرئيس الإيراني لديه أجندة طويلة، تشمل مؤتمرات دولية مثل زيارته المرتقبة لأمريكا؛ لحضور جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي من خلالها يريد أن يعيد إيران للساحة الدولية كعنصر استقرار وليس عنصر مواجهة مع العالم. وقد ذكر الرئيس الإيراني قبل فترة وجيزة أن الخارطة السياسية بدأت تتغير، وكذلك نوه عن أهمية مكانة المملكة وصداقتها مع إيران، والقيادة الإيرانية تعلم تماما ما تتمتع به المملكة من ثقل سياسي وتأثير إستراتيجي على الكثير من المجريات، إن المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت دائما تبدي رغبتها في تنقية الأجواء مع جيرانها وخاصة إيران، والمملكة لاتريد إلا زيادة اللحمة بين دول العالم الإسلامي بدلا من تفرقها، وفي الوقت الراهن فمن الممكن أن يكون لإيران دور إيجابي لتهدئة أي توتر من الممكن أن يؤثر على المنطقة. إن إيران يجب أن تتطلع وتعمل على تنقية جميع مسببات أي خلاف بينها وبين دول المنطقة، وتعيد الثقة لأجواء الحوار بينها وبين دول الخليج العربي، فإيران دولة لديها الإمكانيات التي من الممكن أن تساعد في استقرار المنطقة. تويتر: @mulhim12