بالرغم من تطور المرأة السعودية وإثباتها لنفسها في العديد من مجالات العمل المختلفة مما جعلها موضع فخر لمجتمعها, إلا أنه مازالت توجد فئة تقبع خلف قضبان الديكتاتورية الذكورية, وتعاني تسلطا ملحوظا من قبل ولي الأمر سواء كان زوجا أو أبا أو أخا, وهذا التسلط يتمثل في أمور عدة منها: رفض زواجها أو حصولها على وظيفة معينة وممارسة العنف والإقصاء ضدها, فضلا عن تهميش رأيها وسلب حقوقها. وتظل تلك الانتهاكات مستمرة في حق المرأة بفعل عوامل عديدة أبرزها الخطاب الاجتماعي السائد الذي يؤكد وصاية الرجل على المرأة؛ لاسيما أن المرأة بذاتها مازالت تسيطر عليها تلك النظرة الاجتماعية البائدة, التي جعلت منها كائنا ضعيفا هشا لا يقوى على اتخاذ أبسط القرارات في حياتها الشخصية. ينبغي على المرأة أن تمحو من ذهنيتها الصورة التبعية المرسومة لها من قبل المجتمع وأن تحاول بشتى الطرق اثبات ذاتها وتحقيق أهدافها بما لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الذي كفل لها حقوقها وواجباتها, وبذلك تكون قد حققت الصورة المشرقة للمرأة السعودية ؛ لاسيما أن المجتمع يشعر تجاه الخطاب التنويري للمرأة بقلق مفرط بسبب موروث اجتماعي يدفع لحالة من الريب تجاه كل جديد.وقد ساعد على ذلك جهل العديد من النساء بحقوقهن وبالقانون والشرع الذي ضمن للمرأة حقوقها وواجباتها ونهى عن ظلمها أو التسلط عليها, ومن ذلك أن قوامة الرجل تسقط في الشرع إذا كان الولي ظالما. كل تلك الأمور مجتمعة ساهمت في جعل الرجل يستقوي على المرأة، ويستهين بها؛ ليقينه الشديد بأنه لن يطاله أي عقاب، وكما يقال : من أمن العقوبة أساء الأدب. ورغم وجود مؤسسات لحماية المرأة من العنف، إلا أنه مازال ينقصها الكثير من الصلاحيات والآليات التي تمكنها من أداء عملها واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق أي امرأة تلجأ إليها. كل ذلك يحتم علينا وجود توعية إعلامية للمجتمع والمسؤولين بضرورة تفهم احتياجات المرأة والوقوف إلى جانبها والنهوض بمستوى المؤسسات والجمعيات التي تخص المرأة بمنحها الصلاحية المطلقة، لتكون في أتم استعداد للوقوف إلى جانبها، وتفعيل دور تلك الجمعيات بشكل أكبر، لنستطيع تحقيق تحول اجتماعي يضمن للمرأة حقوقها، ويساهم في إنصافها ويحميها من الاضطهاد والقمع. لذلك ينبغي على المرأة أن تمحو من ذهنيتها الصورة التبعية المرسومة لها من قبل المجتمع وأن تحاول بشتى الطرق اثبات ذاتها وتحقيق أهدافها بما لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الذي كفل لها حقوقها وواجباتها, وبذلك تكون قد حققت الصورة المشرقة للمرأة السعودية ؛ لاسيما أن المجتمع يشعر تجاه الخطاب التنويري للمرأة بقلق مفرط بسبب موروث اجتماعي يدفع لحالة من الريب تجاه كل جديد. كما أن اللبس الشديد بين مفهوم الدعوة للحرية وخلطه بمفهوم الانحلال أدى إلى قمع المرأة وحرمانها من الكثير من حقوقها وحريتها في الحصول على أبسط متطلباتها في الحياة, وأنتج مزيدا من التقوقع الفكري والاجتماعي، فأصبحت المرأة تتأرجح بين تيارات مختلفة كل منهم يصنفها حسب مفاهيمه الخاصة ما أفرز نتائج سلبية أضرت بالمرأة ودفعت بها للخنوع والتبعية خوفا من أن توصم بنعوت لا تليق بها, ولا تقوى على سماعها, غير أن البعض من النساء تمتلك من القوة الشيء الكثير ما جعلها تقف بكل قوة أمام من يريد انتهاك حقوقها وتدافع ببسالة عن رأيها واحتياجاتها، وهذا النموذج من النساء هو الذي يجب أن يحتذى، وندعو في المقابل المرأة الصامتة إلى الكف عن صمتها كي تكون صوتا قويا لذاتها وبنات جنسها.