كما يبدو من عنوان مقالنا هذا الأسبوع أن الشباب السعودي متهم بالكسل كما وصفهم بذلك الأستاذ صالح كامل الذي يطلق التهم على الشباب المكافح من أجل لقمة العيش. وقد جاءت هذه التهمة للشباب السعودي من رجل أعمال حظيت شركاته بدعم سخي وكريم غير محدود من الحكومة، وليتها كانت تهمة من رجل أعمال أجنبي، لكنها كانت من مسئول يمثل القطاع الخاص. التعميم خطير للغاية لأنه يخلق ثقافة غير صحيحة لدى الكثيرين سواءً من رجال وسيدات الأعمال السعوديين أو غيرهم. ومن هذا المنطلق لا أعمم عدم مسئولية رجال الأعمال السعوديين فقد تميز عدد كبير منهم بالمواطنة الصالحة والمسئولية تجاه السعوديين الباحثين عن العمل بتوظيفهم وتدريبهم وتحفيزهم على العمل. إن تعميم الأستاذ صالح كامل الكسل في العمل على جميع الشباب السعودي شيء يستحق الاعتذار لهم، بل وإعادة النظر في الدعم المالي المقدم للشركات التي تعمم هذه النظرة الخاطئة وتستخدمها ضد توطين الوظائف في المملكة. وعندما يأتي هذا الاتهام الخطير من رجل أعمال مسئول عن الغرفة التجارية الصناعية بجدة فإنه يرسخ الشائعة المضللة بعدم جدية الشباب السعودي وقدرتهم على أداء العمل على الوجه المطلوب. وعندما لا تتوافر للشباب السعودي بيئة العمل المناسبة فإنهم كغيرهم من شباب العالم يشعرون بالإحباط وعدم الرضا وبالتالي يبحثون عن عمل لدى شركات أخرى توفر لهم الأمن الوظيفي والاستقرار والأجور العادلة. ومن المؤكد أن السعوديين الباحثين عن عمل يتوقعون الرواتب التي تساعدهم على تلبية المتطلبات المعيشية والحياتية. إن تعميم الأستاذ صالح كامل الكسل في العمل على جميع الشباب السعودي شيء يستحق الاعتذار لهم، بل وإعادة النظر في الدعم المالي المقدم للشركات التي تعمم هذه النظرة الخاطئة وتستخدمها ضد توطين الوظائف في المملكة وبمراجعة تاريخية لنجاح تأسيس شركة أرامكو السعودية وشركة سابك وغيرهما من الشركات السعودية العملاقة نجد أن أجدادنا وآباءنا هم من ساهم في تأسيسها وسر نجاحها. وكان الأمريكيون وغيرهم من الأجانب يشيدون بطموح وصبر وكفاح السعوديين الذين عملوا معهم. وقد حذا الجيل الجديد من الشباب السعودي حذو أجداداهم وابائهم. وقد جاءوا من جميع مناطق المملكة للعمل وما قيام المدن النفطية في أبقيق والظهران والدمام ورأس تنورة وغيرها إلا الشاهد المادي على جهد وجد وكفاح السعوديين الذين يتهمهم بعض رجال الأعمال بالكسل. وفروا يا أستاذ صالح كامل فرص العمل والتدريب والظروف المناسبة والحوافز التي تناسب مستوى المعيشة في المملكة وكفانا كيل الاتهامات للشباب السعودي الذين تصفهم بالكسل وعدم الجدية في العمل، فهم لا يقلون شأناً عن الشباب السعودي الذي يدير جامعاتنا ومصانعنا وشركاتنا بتميز ونجاح عندما تتوافر لهم الحوافز المالية والمعنوية المناسبة. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن