حملت قرارات مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية التي أقيمت قبل أيام مجموعة من القرارات الاقتصادية التي تهم المجتمع السعودي عامة، من بينها حصول النساء السعوديات على قروض من صندوق التنمية العقاري لمن يثبت أنها المعيلة لأسرتها، حيث شكل هذا القرار إضافة جديدة في طريق منح المرأة السعودية حقوقها، وتحقيقا لأمنيات نسائية كانت تطالب به منذ زمن. حيث وافق مجلس الوزراء على إقرار حق المرأة السعودية في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقارية، متى ما كانت مسؤولة عن عائلتها، على أن يكون إثبات ذلك وفق الإجراء الذي يقره مجلس إدارة الصندوق، وأن يتولى وزير الإسكان هذا الاختصاص الى حين مباشرة المجلس مهماته بعد استكمال الاجراءات النظامية اللازمة لتشكيله. وحول القرار الخاص المتعلق بحصول السعوديات على قروض من صندوق التنمية العقارية، ذكر بأنه تم بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الإسكان طالبا تعديل قرار مجلس الوزراء رقم (32) وتاريخ 27 - 1 - 1402ه المتعلق بصلاحية اجازة اقراض النساء من صندوق التنمية العقارية إذا تبين أن ظروف المرأة تجعلها هي المسؤولة فعلا عن عائلتها، حيث قرر مجلس الوزراء اعطاء المرأة السعودية الحق في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقارية متى كانت مسؤولة عن عائلتها، ويكون اثبات ذلك وفق الإجراء الذي يقره مجلس ادارة الصندوق، على أن يتولى وزير الإسكان هذا الاختصاص الى حين مباشرة المجلس مهماته بعد استكمال الإجراءات النظامية اللازمة لتشكيله. ردود أفعال المواطنات حول ردود الأفعال للمواطنات عقب هذا التصريح الوزاري جاءت مباشرة وغلبت عليها في بعض الردود حد البكاء وسرد القصص والحكايات الأسرية الحزينة والسبب كما توضحه أم عاصم التي تعمل حارسة أمن بأحد البنوك الأهلية: لقد كنت سعيدة جدا عند سماعي لهذا القرار فقد كانت لي تجارب كثيرة معه انتهت بالفشل بكل أسف، لكن الحمد لله أن هذا القرار سوف يخدمني في الحصول على قرض لشراء منزل صغير لأسرتي المكونة من 5 أطفال كلهم في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط فأنا كما تعلمين امرأة مطلقة وطليقي مع الأسف منذ طلقني رماني في الشارع، ومنذ طلاقي من ستة أعوام وهو لم يرسل ريالا واحدا لأولاده خاصة بعد أن تزوج وأنجب أطفالا آخرين، مما دفعني للعمل في أحد البنوك (البنك الأهلي - الفرع النسائي) براتب 2000 ريال فقط لأني مع الأسف أحمل الشهادة المتوسطة، فظروف أسرتي المادية لم تساعدني على اكمال تعليمي أنا وشقيقاتي ال 3 حتى شقيقي الصغير خرج من المرحلة الابتدائية ليساعد أبي في توفير القوت اليومي لأسرته. لو عندي بيت ما نمت في الشارع تصمت أم عاصم قليلا لتواصل بدموع الأم المجروحة من عذاب الأيام التي عانتها في حياتها: ظروفنا القاهرة دفعتني لقبول أول عريس يدق بابنا ووافقت عليه وتم الزواج وللأسف اكتشفت فيما بعد أنه سيئ الطباع ولا يحبه أحد حتى إن أسرته تبرأت منه لسوء أخلاقه معهم، كما أنني اكتشفت أنه كان متزوجا قبلي وعنده أبناء آخرين وكان يعامل زوجته الأولى وأبناءها بنفس المعاملة السيئة التي يعاملني بها أنا وأبنائي، لا أنكر طلبت الطلاق كثيرا بسبب سوء معاملته لي ولأبنائي إلا أنني لم أكن أتوقع انه سيطردني من منزلي ويرميني بالشارع، ولا أخفي عليكم ظروفي التي مررت بها لكي أبحث عن مكان يأويني أنا والخمسة أطفال والذي يأخذ ثلث مرتبي البسيط ويبقى الربع لا أعرف كيف أوزعه على مصروف البيت أو مصروف المدارس، أو على مصاريفنا الشخصية من كسوة وعلاج وأمور أخرى، وكنت دائما أردد بداخلي: لو كان عندي بيت ما نمت في الشارع ولا انتظر أن يطردني صاحب المنزل الذي أعيش به الآن لأني لم أدفع ايجار ستة أشهر كاملة. البيت الصغير أفضل من الرباط بهذه الجملة تحدثنا أماني الغامدي وهي أم سعودية أرملة مات زوجها منذ عشرة أعوام وترك لها 7 أبناء وبنات ولظروفها في تلك الفترة سكنت في إحدى دور الأربطة في الرياض قبل ان تنتقل الى جدة هي وأبناؤها.. نتركها تحدثنا عن سبب سكنها في رباط ولما تركته بعد ذلك.. تقول أماني (أم يوسف): عندما توفي زوجي بسرطان المريء قبل عشرة أعوام رحمه الله لم يكن لدينا منزل نمتلكه بل إيجار وطبيعي بعد وفاته وأنا لا أعمل أن لا أقدر على دفع إيجاره ولأن أطفالي كانوا صغارا اضطررت للعيش في أحد الأربطة في الرياض وتعلمت الخياطة وفن التريكو من إحدى نزيلات الرباط وكانت تسكن بجواري، ومرت الأيام والسنين وأنا أعيش من ماكينة الخياطة التي أصرف جزء منها علينا والجزء الآخر أحوشه للزمن، إلى أن كبر أبنائي وقررت الخروج من الرباط الذي عشت به 10 أعوام كاملة وأخذت شقة أو بيت عربي في إحدى الحارات القديمة في الرياض وسكنت فيها واستطعت أن أدفع إيجار عام بالكامل وكان بسيطا لأنه في حي شعبي، المهم أني اعتمدت على هذه الخطوة التي خطيتها أن ابني الكبير كبر وبدأ يساعدني في جمع المال بعد أن عمل في إحدى البقالات براتب 1000 ريال، والحمد لله تحسنت أحوالنا خاصة وأني ما زلت أعمل على ماكينة الخياطة. قرار التمّلك السكني حكيم وحول رايها كمواطنة سعودية في القرار الوزاري الذي صدر مؤخرا بإعطاء المرأة السعودية قرضا سكنيا من صندوق التنمية العقارية متى ما كانت مسؤولة عن عائلتها، على أن يكون إثبات ذلك وفق الإجراء الذي يقره مجلس ادارة الصندوق اجابت: الحقيقة أني لم أسمع بهذا القرار شخصيا لكن إحدى السيدات التي أخيط لها ثيابها أخبرتني قبل أيام بهذا القرار وحقيقة اني سعدت كثيرا به لأنه سوف يساعدني على تملك منزل ويريحني من عذاب الخوف في أن يطردني صاحب المنزل الشعبي إذا لم أدفع له العام القادم، لكنني اتساءل منذ سماعي عن هذا القرار عن الشروط التي علي القيام بها للحصول على هذا القرض الذي سيساعدني في امتلاك المنزل الذي طالما حلمت به أنا وزوجي رحمه الله قبل أن يتوفى؟. عموما أشكر الله حكومتنا الرحيمة التي كانت ولا تزال تتلمس معاناة شعبها وتسهل لها أمورها بمثل هذه القرارات التي تخدم وتتلمس حاجة المواطن والمواطنة في المجتمع. الإيجار كسر ظهري بهذه الجملة التي بدأتها معنا بنت السعودي (كما فضلت ان تسمي نفسها في هذه المساحة) وأم لثلاث بنات هم رحمة وزهوة وفلة وطفلين عمر ومحمد حول معاناتها مع الايجار الذي يرتفع كل عام وبسببه تضطر من الاستعانة بأهل الخير لمساعدتها في سداده لكونها العائل الوحيد لأسرتها المكونة منها ومن أبنائها ال 5 وزوجها العاطل عن العمل.. تقول بفرحة رغم الحزن البادي على وجهها الشاحب المريض: لو تعرفي كم اسعدني هذا القرار لأنه جاء في الوقت المناسب وفي الوقت الذي أصبح فيه أصحاب العمائر الايجار والتمليك جشعين وطماعين فبعد ان كانت هناك شقق لأصحاب الدخل المحدود والتي فيها الايجار يتماشى مع راتب الموظف أو الموظفة البسيط والذي يساعدهم على دفع الإيجار براحة، أصبحت الإيجارات غير معقولة لدرجة أن هناك الكثير من العوائل والأسر دفعت ببناتها الى العمل طلبا للمساعدة في دفع إيجار المنزل الذي يسكنون فيه بعد أن كسر غلاء أسعار الإيجارات ظهور كثير من المعيلين لتلك الأسر والذي منهم نساء يعلن أسرهن ومنهن أنا حيث إن زوجي عاطل عن العمل ولا أحد يعمل في البيت سواي وراتبي دخله محدود فأنا أعمل في إحدى المؤسسات الخاصة مسؤولة تسويق وراتبي حوالى 2500 ريال لأني لا أحمل سوى الشهادة الابتدائية والتي بسببها لم تقبلني كثير من الأماكن الحكومية، وأولادي صغار ولا يعملون. تصمت قليلا ثم تقول: لقد كسر إيجار منزلي ظهري فكل عام أجد صاحب المنزل يرسل لي خطابا يخبرني فيه بزيادة الايجار أسوة بالمساكن الأخرى وبغلاء المعيشة وكنت في كل مرة يرسل لي بخطاب اتشار مع صاحب المنزل والذي تنتهي بتهديدات منه بطردي من المنزل القديم إذا لم أدفع له بسرعة ولا أخفيكم أنه في كل مرة تحدث فيه هذه المشاجرة أقرر ترك المنزل بلا رجعة لكني بسرعة اتراجع لأسباب منها أين سأذهب وسط غلاء أسعار الشقق الأخرى التي أصبحت مخيفة لدرجة غير معقولة على الاطلاق، مما تضطرني الظروف للبحث عن دخل آخر يساعدني في دفع أقساط إيجار المنزل. القرار سينقذنا من جشع أصحاب المنازل سمر الأحمدي تعيش مع والديها وأشقائها وهي تعمل لتساهم في زيادة دخل عائلتها ترى بأن القرار سوف يحد من جشع أصحاب المنازل الذي وصل حد طمعهن الى زيادة الايجار على الساكنين فيه رغم علمهم بظروف هؤلاء الناس خاصة وان الكثير من هؤلاء الساكنين لا يوجد من يعولهم سوى فرد واحد في كل أسرة، والباقي لا يعمل إما لصغر سنهم أو لكبر بعض الأفراد في تلك الأسر كالأم والأب والزوجة أحيانا، كما أنه كلما زادت الأسرة في المنزل احتاج رب الأسرة للبحث عن منزل كبير يتسع لهم وطبيعي أنه كلما زادت غرف المنزل زاد سعر ايجار الشقة لأعلى وتخيلوا لو كان دخل رب الأسرة خاصة لو كان الذي يعولهم امرأة سواء كانت أرملة أو مطلقة أوحتى عانس وتعول أسرتها لوحدها دون معين من أحد. وعن رأيها فيما سيفيدها هذا القرار لها ولأسرتها تختتم سمر الأحمدي حديثها: حقيقة سوف يخدمنا كثيرا خاصة لي شخصيا لأن القرض الذي سوف آخذه من صندوق التنمية العقاري سوف يساعدني على تملك منزل حتى وإن كان صغيرا فهو بلا شك سيكون أرحم وأوفر كثيرا من أسعار الايجار الذي لا يرحم.