كشف تقرير حديث أن إصدارات مبيعات الصكوك العالمية بلغت 75.1 مليار دولار منذ بداية 2013 وحتى 30 أغسطس، بانخفاض قدره نحو 16 مليار دولار بنسبة 17.8 بالمائة عن ال91.4 مليار دولار المسجلة خلال نفس الفترة من عام 2012. فيما سجل الأسبوع الأخير من أغسطس ما يزيد على 2.1 مليار دولار، وهو المعدل الأعلى في أربعة أسابيع. وأضاف التقرير الذي أصدرته شركة «بيتك» للأبحاث المحدودة التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» أن هناك علامات تظهر أن حالة الهدوء المؤقتة في الإصدارات قد تقترب من نهايتها؛ نظراً لقيام المؤسسة الإسلامية الدولية لإدارة السيولة بإصدار أول صكوك أمام المستثمرين الدوليين، فضلا عن تطلع اندونيسيا الى ضخ ملياري دولار الى ساحة الصكوك الدولية، الى جانب احتمالية أن تكون هناك سلسلة من الإصدارات المتزايدة في النمو. وكان شهر يونيو قد شهد أكبر تراجع في زخم الإصدارات فور إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عن نيته في تقليص شراء السندات تحت برنامج التيسير الكمي، مما أدى الى ارتفاع العائدات على كل من السندات التقليدية والصكوك. وفي واقع الأمر، فاقت إصدارات الصكوك خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2013 (والتي سجلت 56 مليار دولار) مبلغ الإصدارات الصادر خلال نفس الفترة من عام 2012 (55.7 مليار دولار). وتابع التقرير: بالنظر الى بلد الإصدار، وبعيداً عن الإصدارات الجديدة من الكويت وموريشيوس وتركيا منذ بداية العام وحتى 30 أغسطس 2013، كانت الدولة الوحيدة التي شهدت زيادة في حجم الإصدارات خلال هذه الفترة على أساس سنوي هي الإمارات العربية المتحدة، وقد انخفضت مبيعات الصكوك الماليزية بنسبة 36.4 بالمائة فيما تراجعت مبيعات الصكوك الاندونيسية بنسبة 33.4 بالمائة، في الوقت الذي شهدت فيه إصدارات الدول الخليجية ككل تراجعاً بنسبة 27 بالمائة من الصكوك. وقد أثرت خطط مجلس الاحتياطي على الأسواق الناشئة بصورة واسعة، وكان معظم هذا التأثير سلبياً، وأدت تلك الخطط الى عودة تدفق رؤوس الأموال الى الأسواق الأمريكية كما زاد في الوقت نفسه من الضغط على أسعار العملات الأجنبية. وعلاوة على ذلك، تواجه الأسواق الناشئة خطراً من جراء تنفيذ الخطط المذكورة حيث سينتج ذلك عن أرجحية زيادة عمليات سحب الأموال والاستثمارات وخلق صعوبات للبلدان التي تقوم بالاقتراض من الأسواق العالمية. وبالتالي، وبالنظر الى أن زخم إصدارات الصكوك يأتي بصورة أساسية من الأسواق الناشئة مثل بلدان جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن الضغط على العائدات وتكلفة التمويلات قد كان قاسياً وبصورة خاصة على المستثمرين الجدد في أسواق السندات الإسلامية. وقد تحدت سوق الصكوك في أغسطس زخم سوق السندات من خلال تطورين رئيسيين، وهما إصدار المؤسسة الإسلامية الدولية لإدارة السيولة صكوكها الافتتاحية قصيرة الأجل مع فترة استحقاق 3 شهور. وقد تم تغطية الاكتتاب بالكامل في هذا الإصدار. ومن شأن إصدار المؤسسة الإسلامية الدولية لإدارة السيولة لصكوك قصيرة الأجل أن يساعد على تشجيع التسعير بصورة أكثر كفاءة لمنتجات أسواق المال الإسلامية. ولا يزال هناك مجال للمزيد من النمو أمام السوق العالمية للصكوك للقيام بإصدارات بتكاليف تمويلية معقولة. وتعد صكوك شركة اعمار العقارية مثالاً لذلك، والتي تفوقت على أقرانها الإقليميين بعد ان حققت أرباحاً أفضل مما كان متوقعاً مما ساعد في بنائها لأطول برج في العالم. وبصورة عامة، لا تزال عائدات الصكوك عند مستويات لم تشهدها منذ عامين أو حتى قبل الأزمة المالية. ويظهر مؤشر HSBC ناسداك دبي اس كي بي آي الذي يقيس حجم العائدات أنه في تاريخ 23 أغسطس، كانت العائدات أعلى بمقدار 87 نقطة أساس عن نظيرتها لنفس التاريخ في 2012 وبمقدار 42 نقطة أساس عن 2011.