في ظل نمو المنشآت وزيادة حجم الاعمال والانتاجية وجب ان تكون هناك آلية لضمان سير العمل والتحقق من مستوى الجودة بمعرفة مكامن الخطأ وتوقع الخطورة لكي يتم التفادي والمعالجة ضمن مقدرة المنشأة. وهذا هو لب الفكرة من وجود التدقيق الداخلي. مفهوم التدقيق الداخلي او المراجعة الداخلية هو مفهوم مستحدث عن إدارة كاملة ضمن المنشأة. تتميز بالاستقلالية في عملها وتقوم بمقام المراقب لأي تجاوز يمارسه الأفراد العاملون. في نفس الوقت تقوم بتقييم المخاطر وتحسن من جودة آليات العمل بما هو عملي على أرض الواقع. بالإمكان تقسيم التدقيق إلى تدقيق إداري وآخر مالي أخذا بأهمية المالية أو يكون تدقيقا داخليا عاما وشاملا وهذه النقطة تعود للإدارة العليا لتحديدها بناء على ما يتماشى مع مصلحتها بالمجمل. ليس هناك تاريخ محدد يعود إليه استحداث التدقيق الداخلي, فبعض الدارسين يعودون بها إلى الشركات الاجنبية في الأربعينيات الميلادية وانها نتاج نظام المراجعة الضرائبية في الوقت الذي يعود به اخرون إلى أبعد من ذلك. مما وجدت أن سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في فترة خلافته كان يرسل (مفتشين) إلى الأمصار ليقيموا أداء الولاة ويبلغوا عن أي تجاوز حاصل بالإضافة إلى صرف بيت المال إن كان في وجه أمثل فيما يمكن أن يعد من الممارسات الأولى للتدقيق الداخلي. إدارة التدقيق الداخلي يجب أن ترفع تقاريرها مباشرة إلى المالك او الرئيس وأن ترجع اليه إداريا في انفصال عن الهيكلة الإدارية للمنشأة. وفيما سبق إنصاف للإدارة نظراً لحساسية المعلومات التي تقدمها ولتجنب الخلاف الممكن حصوله مع الإدارات الاخرى إدارة التدقيق الداخلي يجب أن ترفع تقاريرها مباشرة إلى المالك او الرئيس وأن ترجع اليه إداريا في انفصال عن الهيكلة الإدارية للمنشأة. وفيما سبق إنصاف للإدارة نظرا لحساسية المعلومات التي تقدمها ولتجنب الخلاف الممكن حصوله مع الإدارات الاخرى. فعندما يكون مرجعهم هو الاعلى في تراتبية المنشأة فإن ذلك يتيح لهم مساحة شفافية أكبر. في السوق السعودي لم تبرز أهمية التدقيق الداخلي سوى في السنوات الأخيرة أسفا, يستثنى من ذلك بعض الشركات الكبيرة ولم يفعل دور المدقق الداخلي جهلآ بأهميته حيث ان أغلب المدققين تبنوا دور الشرطي أو المخبر في بداياتهم مما شوه الفكرة من وجودهم وقلل من اهمية عملهم!. يجب على المنشآت بغض النظر عن حجمها استحداث ادارة تدقيق داخلي يعين بها أناس أكفاء في تقدير اهمية دورهم وماهيته. ان كان الموظفون ضمن أي منشأة هم اليد اليمنى فإدارة التدقيق هي اليد اليسرى التي تضيف التوازن وتساعد على الاستقرار. متى ما وجدت هذه البيئة وجرى استيعاب هذا المفهوم فإن الأكيد أن المنشأة قد ضمنت عمرا سوقيا أطول بإذن الله. Twitter: @fozanii