جرت العادة على استخدام لفظ وارد امريكا أو ألمانيا أو غيرها للدلالة على المنتج المستورد لأسواقنا ولتمييزه عن المنتج المصنع محليا. لدى الكثير هذا اللفظ يدل على جودة أعلى حيث ان المنتج المحلي أو المصنع داخليا يأتي بمواصفات أقل وبجودة مساءلة. ولكن للأسف في القطاع الخاص يتعدى هذا المفهوم الأشياء ليصل الى الأشخاص. فالموظف السعودي دائما في المرتبة الثانية وما يليها اذا قورن بالأجنبي. في لحظة من لحظات الاحلام الوردية لموظف القطاع الخاص , يتمنى لو أن كان من جنسية أوروبية. او حتى في اضعف الايمان آسيويا بجواز أمريكي أو بريطاني . لتحققت أحلامه في المنشأة التي يعمل به ولكان صوته مسموعا. أخطاؤه تلقى باللائمة على غيره الذين لم يستوعبوا مدى سعة أفقه ولن يستوعبوا . بالاضافة للفوائد التي سيأخذها نهاية كل شهر ميلادي والتي تخرج عن نطاق المعقول في أغلب الاحيان وغيرها الكثير والكثير من الميزات التي لا يجرؤ أن يحلم بها وهو موظف سعودي بل ولا يجرؤ حتى على مناقشتها بصوت عال في أروقه منشأته. ففي نهاية الأمر هو رقم يضاف لتحقق منشأته قرار السعودة.وليساعد في استقدام المزيد ممن طلتهم البهية تسعد الملاك. أتمنى أن لا تؤخذ كتابتي هذه بمنحى عنصري. فأنا لا أحمل عداء أو كرها لأحد ولكن أحمل التعجب من سلوك بعض الملاك الذين لا تتم قناعتهم بشيء الا أن يكون صادرا عن أجنبي. علما بأن التجارب أثبتت أن كثيرا من هؤلاء الشاكلة قد جروا شركاتهم الى خسائر ومصائب بسبب قلة خبرتهم بطبيعة السوق السعودي أو بسبب أنهم أعطوا ما لا يستحقون من صلاحيات في صناعة القرار. في نفس الوقت نجد أن السوق مليء بأمثله للادارة السعودية الناجحة. تتسم ادارتهم بولاء واخلاص و بعد نظر والتزام هو مضرب للأمثال. لا يخفى على الكثير أن الموظف السعودي اذا استلم في منصب تنفيذي وقيادي فانه يعامل شئون الادارة باخلاص كأنه يدير أملاكه الخاصة من شدة الحرص. ويشهد الله تعالى أني قد قابلت الكثير ممن يحملون هذا الفكر والقناعة. لا شك أن النظرة للسعودي في مجال العمل قد تغيرت كثيرا مما كانت عليه قبل عدة سنوات للأفضل . والكوادر الناجحة أمثلتها كثيرة. ولا بد أن نشير الى ان هناك الكثير من الملاك الذين تبنوا دعم واعداد الكوادر السعودية. ولكن لا يزال الهوس بالاجنبي قائما لدى الكثير من الملاك أيضا فيما يشبه العقدة النفسية التي سمعنا عنها كثيرا ورأيناها وعانينا منها. وهذه عقدة لابد أن تعالج. فمن لم تطببه قرارات وزارة العمل الاخيرة وتوجه الدولة لابد له من علاج ناجع وفيما أعلم فآخر العلاج الكي. هذا ودمتم. Twitter:@fozanii