التقيت الأسبوع الماضي مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء ، وكان الموضوع المشترك الذي انساق الحديث إليه معهم سواء كنا فرادى أو جماعات هو رسوم المدارس الخاصة والتكاليف العالية التي تتكبدها الأسر سنويا من أجل تعليم أفضل لأبنائهم ، ولم يخل الحديث عن المعاناة والتذمر من صعوبة توفير هذه الرسوم اضافة إلى صعوبة الحصول على مقاعد دراسية بسبب محدودية المقاعد في المدارس الخاصة المتميزة ، واللجوء للبحث عن أساليب عدة لحل هذا الموضوع ، والانتهاء من هم القبول والحصول على مقعد دراسي وتوفير التكاليف المطلوبة. كثير من الناس لا يرى الحاجة إلى تعليم أبنائهم في مدارس خاصة نتيجة القناعة الكافية بان الخدمات والكفاءة التي تقدم من خلال مدارس التعليم العام مقنعة ومرضية إلى حد كبير ولا توجد أسباب ملحة لتدريس أبنائهم في مدارس خاصة ، ومن وجهة نظري قد يكون ذلك صحيحا ولكن يختلف من مدرسة إلى اخرى ومن مدينة إلى اخرى ، لكن الشيء المؤكد ان هناك شريحة كبيرة من المجتمع تؤمن بتعليم أبنائها تعليما خاصا، وبالتالي ومع ازدياد أعداد الطلبة في المدارس الخاصة وبعض الأسباب التنظيمية الاخرى، التي ادت إلى ارتفاع أسعار الرسوم الدراسية ارتفاعا ملحوظا وأصبح ذلك يؤثر بشكل كبير على قدرة الاسرة على الوفاء بالتزاماتها الاخرى ، خاصة اننا في المملكة والحمدلله تبلغ نسبة متوسط افراد الاسرة الواحدة من أربعة إلى خمسة أفراد، وبالتالي يشكل موضوع توفير التكاليف لجميع الأبناء مشكلة مادية حتمية في ظل توافر متطلبات أخرى للعيش الكريم. من المتوقع ان تزداد صعوبة هذه المشكلة في السنوات القادمة سواء من ناحية ازدياد التكاليف أو ضعف الاستثمار في هذا القطاع بالمواصفات العالية المطلوبة للتعليم الخاص، ومن هذا المنطلق أرى أن على الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم ان تضع هذه النقطة في عين الاعتبار سواء من رفع كفاءة جودة التعليم العام وخاصة البيئة المدرسية أو التدخل في وضع هيكلة محفزة للاستثمار في هذا القطاع بدعم من الدولة لتخفيف أعباء الرسوم الدراسية والأخذ في الاعتبار الوضع الجغرافي والسكاني لمدن ومناطق المملكة ، والأهم من ذلك متوسط دخل المواطن. اهتمت المملكة بالتعليم اهتماما كبيرا منذ تأسيسها ، وهو أحد الأسباب الرئيسية فيما وصلت اليه المملكة من تقدم وتحضر ، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تم تخصيص موازنة غير مسبوقة للتعليم إضافة إلى الأرقام القياسية الاخرى في مجالات متعددة في قطاع التعليم ، لذا ليس بصعب ولا مستحيل على قيادة تؤمن ببناء المواطن عبر التعليم الجيد والمثمر أن تضع هذه القضية في عين الاعتبار وأن تبادر بوضع الحلول التي تساهم في سعادة الأسر وأولياء الامور برسم مستقبل أفضل لأبنائهم. [email protected]