فيما أعلنت الحكومة المصرية، الخميس، تمديد حالة الطوارئ لشهرين إضافيين، مع إشارات بإمكانية تقليص ساعات حظر التجوال في البلاد، انتقدت قوى سياسية القرار معتبرة أنه لا يمكن فقط الاعتماد على الحل الأمني. وبررت الحكومة هذا الإجراء، بحاجتها إلى مزيد من الوقت لإعادة الهدوء للبلاد، في ظل ما تمارسه عناصر وجماعات إرهابية من جرائم تستهدف الأمن والاستقرار عقب ثورة 30 يونيو. مسيرات متواضعة ميدانياً، خيّم الهدوء الحذر على أنحاء عديدة بالبلاد، بعد صلاة الجمعة أمس، بالتزامن مع مسيرات متواضعة قامت بها عناصر مؤيدة لجماعة الإخوان، تحت عنوان «الوفاء لدماء الشهداء» في ذكرى مرور 30 يوماً على فض تجمعي رابعة والنهضة. وفي وقت أغلقت فيه القوات المسلحة مداخل ومخارج العاصمة القاهرة، منذ ساعات مبكرة من صباح الجمعة، أحكم الجيش والشرطة سيطرتهما على ميداني التحرير وسفنكس بقلب العاصمة، وميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، بعد تهديدات إخوانية ب»احتلالهما» وأغلق الأمن الميادين والشوارع الكبرى بالأسلاك الشائكة والحواجز المعدنية، فيما شاهدت (اليوم) آليات عسكرية ومدرعات وقوات خاصة، وهي تسير صباحاً بشارع المطار، لتعزيز التواجد الأمني بمحيط مطار القاهرة الدولي.. فيما أغلق الحرس الجمهوري شارع الميرغني المؤدي لقصر الاتحادية. تنظر محكمة شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم، السبت، سابع جلسات إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووزير داخليته، وستة من مساعديه، والمعروفة إعلامياً بمحاكمة القرن. شلل واشتباكات وساد شلل مروري تام، بعض أحياء العاصمة، كان أشده في شارعي عباس العقاد ومصطفى النحاس بمدينة نصر، فيما دفعت القوات المسلحة بكتيبة من رجال الصاعقة قرب شارع الطيران المجاور لميدان رابعة. أمّا في مدينة الإسكندرية، فوقعت اشتباكات حادة بمحيط مسجد القائد إبراهيم، بين عناصر الإخوان، وبعض الأهالي المناهضين لهم، وأصيب ما لايقل عن 10 في مواجهات أخرى قرب ميدان سيدي جابر ومقر المنطقة العسكرية الشمالية، بالحجارة وإطلاق الخرطوش واشتباكات بالأيدي، عقب محاولة عدد محدود ترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة ليلاحقهم مواطنون ويرشقوهم بالحجارة ليفرّوا للشوارع الجانبية.. كذا الحال في مدينة المحلة العمالية الكبرى، ومحافظات أخرى، حيث اضطر الأمن لإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. لقاءات سياسية سياسياً، وبينما أوكل الرئيس المؤقت عدلي منصور، لوزير الخارجية نبيل فهمي رئاسة وفد مصر للأمم المتحدة، أكدت أنباء، إن منصور سيلتقي غداً الأحد، بقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة رموز القوى والأحزاب السياسية، الذين كلّف مستشاره الإعلامى أحمد المسلماني بلقائهم في جولته السياسية خلال الأسابيع الماضية. وسيبحث معهم خارطة الطريق في المرحلة الانتقالية والأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد على الساحة الداخلية. محاكمة مبارك ومرسي على صعيد آخر، تنظر محكمة شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم، السبت، سابع جلسات إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، و وزير داخليته، وستة من مساعديه، والمعروفة إعلامياً بمحاكمة القرن. ومن المقرر أن تشهد جلسة اليوم، أداء اللجان الفنية اليمين- وهي اللجان التي أمر رئيس المحكمة بتشكيلها لفحص أوراق وملفات الجانب المتعلق باتهام مبارك ونجليه، وحسين سالم باستغلال النفوذ في شأن فيلات شرم الشيخ وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، وكذلك فحص إحراز القضية. وفي سياق مماثل، أشارت أنباءٌ إلى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، هي التي تعرقل المحاكمة المنتظرة للرئيس السابق محمد مرسي، خاصة وأن النيابة أصدرت الخميس قراراً بحبسه 30 يوماً على ذمّة اتهامه بقضايا جنائية. عسكريا, قصفت طائرات الجيش المصري بالصواريخ عدة مواقع في قرى رفح والشيخ زويد على الحدود المصرية مع قطاع غزة وإسرائيل . وذكر شهود عيان في المنطقة أن طائرات الاباتشي قصفت بالصواريخ قرى رفح والشيخ زويد فجراً ما أدى إلى انفجارات كبيرة في القرى التي هجرها كثير من سكانها في أعقاب الحملة الأمنية عليها مع بداية الأسبوع الماضي. وذكر مصدر أمني مصري مسؤول: «بدأت فجر أمس الحملة والخطة الثانية لاقتحام القرى في تلك المنطقة ،وتمّ قصف عدّة أهداف محددة من قبل». وأضاف: «يشارك في الحملة الثانية عشرات المدرعات والمجنزرات أيضا، حيث يُصِرُّ الجيش على ملاحقة الجماعات المسلحة التكفيرية فى كلّ شبرِ بسيناء».