لم تتمكن جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في مصر من حشد تظاهرات قوية في فعالية أطلقت عليها «مليونية الانقلاب هو الإرهاب»، التي تتزامن مع مرور شهرين على عزل الرئيس السابق محمد مرسي. إذ لم تجد تظاهراتها صدى واسعاً في أي من محافظات الجمهورية حتى ساعات بعد ظهر أمس، لكن حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، أوضح أن الفعاليات الاحتجاجية ستنطلق مساء، معلناً عن تنظيم مسيرة تتجه إلى قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة. وشددت السلطات الأمنية من إجراءاتها حول المنشآت المهمة، واستعدت لإغلاق الميادين الكبرى بأن تمركزت آليات الجيش ومدرعات الشرطة في محيطها استعداداً لغلقها في حال توجهت أي مسيرات نحوها. وشوهدت آليات وأسلاك شائكة عند مداخل ميدان التحرير في قلب القاهرة وقرب مسجد رابعة في حي مدينة نصر وحول قصر الاتحادية الرئاسي وقرب ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين في الجيزة. وظهر أن جماعة «الإخوان» قررت تجنب التظاهر في الميادين الكبرى واستبدلت الأمر بتظاهرات ومسيرات صغرى لأعضائها في أحياء عدة، ومدن نائية وقرى ومراكز الصعيد، على ألا تتخطى كل مسيرة نطاق حيها. ولم تعد الجماعة تدعو إلى حشود ضخمة في ميادين كبيرة في القاهرة أو المحافظات. في غضون ذلك، استمرت الحملة الأمنية التي تستهدف قيادات جماعة الإخوان في المحافظات، فأوقفت السلطات مساء أول من أمس وأمس عضو مكتب إرشاد الجماعة محافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني، والقيادي في الجماعة محافظ المنيا السابق مصطفى عيسى، وأوقفت الشرطة أيضاً القيادي في الجماعة في الإسكندرية المحامي خلف بيومي. كما أوقفت السلطات القيادي في «الجماعة الإسلامية» في المنيا ياسر زيدان. وحمّلت جماعة «الإخوان» في بيان وزارة الداخلية والنيابة العامة وكل المسؤولين في الدولة المسؤولية الكاملة عن صحة المرشد العام محمد بديع وسلامته، بعد ما تردد عن سوء حالته الصحية في السجن، وهو ما نفته وزارة الداخلية. وأعلنت وزارة الداخلية إبطال مفعول قنبلة يدوية زرعها مجهولون بجوار مبنى مديرية أمن كفر الشيخ في الدلتا، قبل انفجارها، كما أوضحت أنها تمكنت من ضبط عشرات من قطع السلاح المختلفة في محافظات عدة. في غضون ذلك، استمرت الحملة الأمنية والعسكرية في سيناء، وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن حملة بطائرات «الأباتشي» أسفرت عن قتل 8 مسلحين وجرح أكثر من 10 آخرين، وتم توقيف 3 مسلحين أحدهما مصاب. وأوضح أن 4 طائرات للجيش قصفت مناطق عدة في مدينتي الشيخ زويد ورفح، وأن الطيران العسكري تمكن من تدمير سيارتين كانتا محملتين بالأسلحة، إضافة إلى تدمير مخزنين للأسلحة والذخائر. وكان مسلحون أطلقوا أعيرة نارية صوب نادي ضباط الشرطة في العريش، ورد أفراد الحراسة على الهجوم، فلاذ المسلحون بالفرار. وقال المصدر العسكري ل «الحياة» إن قوات الجيش الثاني أوقفت 6 عناصر تكفيرية متهمة بالهجوم على كمائن القوات المسلحة والشرطة المدنية. وكانت النيابة العامة أمرت بحبس عادل حبارة - الذي يوصف بأنه أحد أخطر الجهاديين في سيناء والذي قالت مصادر أمنية إنه قائد خلايا تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة سيناء - ومتهمين اثنين آخرين، لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بمعرفة النيابة، لاتهامهم بتدبير وارتكاب مذبحة رفح الثانية التي راح ضحيتها 25 جندياً في قطاع الأمن المركزي الشهر الماضي على طريق العريش - رفح. وكان حبارة اعترف بارتكاب المذبحة، وقيادة العملية، وقام بتمثيل كيفية ارتكاب الجريمة أمام أجهزة الأمن عقب ضبطه.