قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء إن روسيا تعمل على خطة «فعالة ومحددة» لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية وتناقش التفاصيل مع دمشق. وأضاف للصحفيين أن الخطة ستعرض على دول أخرى قريبًا وأن الاقتراح الذي أعلنه الاثنين ليس روسيًا محضًا ولكن نبع من اتصالات مع الولاياتالمتحدة. وبعد أن اقترحت روسيا الاثنين أن تسلم حليفتها دمشق أسلحتها الكيماوية رحبت دمشق بالاقتراح وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يرى انفراجة محتملة في الأزمة لكنه ما زال متشككًا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع نظيره الليبي محمد عبدالعزيز «نحن في الجانب الروسي نعمل على إعداد خطة فعالة وواضحة ومحددة تجرى بشأنها اتصالات مع الجانب السوري في هذه الدقيقة». وأضاف «نأمل في تقديم هذه الخطة في المستقبل القريب جدًا وسنكون مستعدين للانتهاء منها والاتفاق بشأنها بمشاركة مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضاء مجلس الأمن» ومن بينهم الولاياتالمتحدة. أضاف إن اقتراح روسيا أن يسلم الرئيس السوري بشار الأسد ترسانته من الأسلحة الكيماوية مقبول بثلاثة شروط فقط إذا تم ذلك بعد قرار من مجلس الأمن الدولي يتضمن عواقب في حالة عدم الالتزام. ليس مبادرة روسية وقال لافروف إن الاقتراح «ليس مبادرة روسية بالكامل. ينبع من اتصالات أجريناها مع نظرائنا الأمريكيين ومن بيان جون كيري أمس الذي قال إنه يمكن تجنب الضربات إذا حلت هذه المشكلة». شروط غربية من جهته اعرب وزير الخارجية الفرنسي فابيوس إنه يعتقد أن روسيا غيرت موقفها بعد تعرضها لضغوط من المجتمع الدولي. وقال فابيوس لمحطة إذاعة أوروبا1 «ما يتعين على المرء فهمه هو لماذا غير الروس موقفهم؟ أعتقد أن هناك سببين رئيسيين. الأول هو صرامة موقفنا والثاني أنهم أدركوا أن الأدلة الخاصة بهجوم كيماوي تزداد توريطًا (لحكومة الأسد). لذلك فإنهم يريدون -وهذا مبرر تماما- ان يتمكنوا من يبتعدوا قليلًا عن التأثير السوري». وأضاف ان اقتراح روسيا أن يسلم الرئيس السوري بشار الاسد ترسانته من الاسلحة الكيماوية مقبول بثلاثة شروط وفقط إذا تم ذلك بعد قرار من مجلس الامن الدولي يتضمن عواقب في حالة عدم الالتزام. وتابع «أولًا يجب ان يكون هناك تعهد بالسيطرة على المخزنات وتدميرها- وان يقوم بذلك لا الروس وحدهم بل السوريون. ثانيًا أن يكون هذا التعهد ملزمًا وإذا لم ينفذ يجب ان تكون هناك عقوبات. والثالث أن هناك مذبحة كيماوية وقعت. ما يصفه بان كي مون بأنه جريمة ضد الإنسانية لذلك يجب ان تكون هناك عقوبة على ذلك وهنا يأتي دور المحكمة الجنائية الدولية.» وفي السياق، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند لرويترز الثلاثاء إن بريطانيا تريد أدلة على أن الاقتراح الذي تدعمه روسيا بوضع أسلحة الرئيس السوري بشار الأسد الكيماوية تحت السيطرة الدولية ليس مجرد مرواغة. وأضاف «نؤيد أي شيء يحل على المدى الطويل مشكلة هذا المخزون الكبير للأسلحة الكيماوية الذي يملكه السوريون... التاريخ علمنا أن نحترس من أي شيء قد يكون ببساطة مرواغة». وأضاف على هامش مؤتمر دفاعي في لندن «سنتحاج إلى أدلة سريعة وواضحة للغاية على أن هذا العرض حقيقي وصادق وأنه يمكنه تحقيق شيء وليس بديلًا للتعامل مع رد المجتمع الدولي على التصرفات التي حدثت في 21 اغسطس «في اشارة الى هجوم كيماوي قرب دمشق. استخدام القوة وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس ان بريطانيا ستدعم أي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول الاسلحة الكيماوية السورية يحظى «بمصداقية» لكن يجب ان يتضمن تهديدًا باستخدام القوة. وقال هيغ في الكاب «يجب أن يكون بالتأكيد ضمن الفصل السابع لكي يكون له معنى ومصداقية»، في إشارة إلى مشروع القرار.