وأعني البرية تحديداً، وسأكون صريحاً جدا مع الجوازات، فمنافذنا البرية «لا تمثلني».. ومرافقها لا تخدمني، وأثرها البصري يصدّعني! وأنا هنا اليوم لأتساءل عن سبب التباطؤ في تطوير المنافذ البرية! فالوضع فعلاً يدعو للخجل مقارنة بما تصافحه العين في منافذ غيرنا الحدودية. إلى متى وغرفة موظف الجوازات عبارة عن علبة من صفيح الشينكو، وهل سنستمر في قبول أن تكون هذه الغرفة الصفيحية واجهة تعريفية لجزء ثمين من الوطن؟ وكيف سندفع الزائر لاحترام النظام والتزام المسار إن كان عدد ال «أكشاك» المتوفرة في بعض المنافذ لا يتعدى 3 فقط، إثنان منها تعاني من عطل دائم في التكييف، لا أخفيكم أنني متعاطف أيضاً مع موظفي الجوازات والجمارك، فتركهم في أماكن عمل كهذه، وخضوعهم اليومي لمقارنات بينهم وبين زملائهم في الجهة الأخرى قد يزيد من أزمة المعابر الحدودية، وتباطؤ الإنتاجية فيها! وبالتالي خلوها من موظف، الأمر الذي يدفع الجميع للتقافز والتقاتل على المسار الوحيد المتاح! ويبدو أن هناك من روج قديماً لفكرة تؤكد أن جميع من سيستخدم المنافذ الحدودية هم من سائقي النقل الثقيل، وهؤلاء لا يصطحبون نساء أو أطفالا، ولذا لن تجد منفذاً حدودياً مزودا بمرافق خدمية تراعي أبسط الاحتياجات الإنسانية للأسرة وأطفالها! ولنا الحق اليوم أن نبادر للتذكير مرة أخرى، ونقول: لماذا لا يتم التعجيل بإنجاز مشاريع تطوير المنافذ الحدودية البريّة لبلادنا، خصوصاً أننا نشترك حدودياً مع عدد كبير من الدول الشقيقة التي تجدد ذاتها باستمرار وتتفنن في توفير مقاييس جديدة للمنافسة والتعامل معنا كزبائن.. والزبون كما تعلمون، دوماً على حق! ستلاحظ هناك أن غرف الجوازات لها هويتها البصرية المستوحاة من إرث المكان الثقافي، المسارات واضحة، المساحات والأرصفة والمرافق.. نظيفة! مزودي الخدمات (محطات الوقود، المحلات) مواقعهم بالتعبير الشعبي «تفتح النفس»! فلماذا نرضى أن تبقى منافذنا الحدودية عند مرحلة «الشيشة» وخدمات برّاد أبو أربعة؟! ختاماً، لا أخفيكم أنني متعاطف أيضاً مع موظفي الجوازات والجمارك، فتركهم في أماكن عمل كهذه، وخضوعهم اليومي لمقارنات بينهم وبين زملائهم في الجهة الأخرى قد يزيد من أزمة المعابر الحدودية، وتباطؤ الإنتاجية فيها! فبيئة العمل ومرافقها هي المحفز الأول للموظف لمضاعفة الإنتاج والتزام البشاشة وحسن الاستقبال.. وحفاوة التوديع! Twitter: @abdullahsayel