أظهر مؤشر اقتصادي مهم صدر امس أن الثقة في اقتصاد منطقة اليورو قفزت هذا الشهر لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال عامين وسط مؤشرات على أن تكتل العملة الموحدة المتداعي جراء أزمة مالية يسير على طريق التعافي. وارتفع مؤشر المفوضية الأوروبية للثقة الاقتصادية الذي يحظى باهتمام بالغ إلى 95.2 نقطة بعدما بلغ 92.5 نقطة في يوليو ليسجل رابع زيادة شهرية على التوالي. وقاد الارتفاع الذي تجاوز التوقعات حدوث زيادات لمؤشرات كل الاقتصادات الكبرى بمنطقة اليورو حيث سجلت ألمانيا 3.3 نقطة وفرنسا 1.6 نقطة وإيطاليا نقطتين وإسبانيا 0.8 نقطة وهولندا 5.2 نقطة. في الاتحاد الأوروبي الأوسع، شهدت بريطانيا القوة الاقتصادية الكبيرة زيادة في الثقة باقتصادها بمقدار 4.3 نقطة. وقالت المفوضية إن "الزيادة القوية (بمنطقة اليورو) نتجت عن تحسن ملحوظ في الثقة بين المستهلكين والمديرين بقطاعات الصناعة والخدمات وتجارة التجزئة"، مشيرة إلى أن الثقة ضعفت فقط في قطاع التشييد. ومن جهة اخرى أظهرت بيانات أولية نشرت امس أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع بمعدل بطيء في أغسطس الجاري ، بسبب انخفاض أسعار الطاقة. وذكر مكتب إحصائيات الاتحاد الأوروبي (يورستات) أن تكلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 1.3 بالمائة في التكتل ذي العملة الموحدة في أغسطس مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي . ويمثل المعدل ، في حال تأكيده ، انخفاضا بنسبة 0.3 بالمائة عن الشهر السابق عليه وانخفاضا بنسبة 0.1 بالمائة عما توقعه المحللون. ويضع هذا أسعار المستهلك داخل هدف البنك المركزي الأوروبي بإبقاء التضخم السنوي في منطقة اليورو أقل ، ولكن اقرب من ، اثنين بالمائة. وأظهرت البيانات انخفاض أسعار الطاقة بنسبة 0.4 بالمائة بينما ارتفعت أسعار الغذاء والكحوليات والتبغ بنسبة 3.3 بالمائة مقارنة بشهر أغسطس عام 2012. وعلى جانب اخر كشفت بيانات صدرت امس أن عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو واصل تراجعه في يوليو ، لكن معدل البطالة في المنطقة لا يزال عند رقم قياسي يبلغ 12.1 بالمائة وذلك للشهر الخامس على التوالي. وبدأت طوابير العاطلين في تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة في الانكماش في يونيو للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، ما أنعش الآمال بأن المنطقة قد تخرج من أزمتها الاقتصادية الممتدة. وفي يوليو، كان هناك ما إجماله 19،23 مليون عاطل في منطقة اليورو بتراجع قدره 15 ألف شخص عن الشهر السابق عليه، وذلك وفقا لمكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات". لكن الانخفاض لم يكن كافيا لدفع معدل البطالة العام إلى التراجع إذ ظل عند 12.1 بالمائة كما كان متوقعا. وواصلت النمسا وألمانيا تسجيل أدنى أرقام للبطالة عند حوالي 5 بالمائة، بينما احتفظت اليونان وإسبانيا بمراكزهما في مقدمة الدول من حيث نسبة البطالة، مع تجاوز معدلاتهما نسبة 26 بالمائة . ووفقا ليوروستات، تضم طوابير العاطلين عن العمل 3.5 مليون عاطل تحت سن الخامسة والعشرين ما يرفع معدل البطالة بين الشباب في المنطقة إلى 24 بالمائة. وفي الاتحاد الأوروبي الأوسع الذي يضم 28 دولة، بلغ معدل البطالة 11 بالمائة. وبلغ إجمالي العاطلين في الاتحاد خلال يوليو 26.65 مليون شخص بانخفاض قدره 33 ألف شخص عن الشهر السابق عليه حسبما ذكر مكتب يوروستات.