أظهرت بيانات أولية صدرت أمس أن معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو انخفض لأدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أعوام، وذلك في أبريل مما قد يزيد الضغوط على البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة. وأوضح مكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات» إن التضخم تراجع إلى 1.2 بالمائة خلال أبريل مقابل 1.7 بالمائة في مارس بعدما تباطأ النشاط الاقتصادي وتراجعت أسعار الطاقة وتستقر أسعار المستهلكين السنوية الآن عند أدنى مستوياتها منذ فبراير عام 2010. وكان محللون يتوقعون أن ينخفض التضخم إلى 1.6 بالمائة هذا الشهر. ويعد التراجع بمقدار نصف نقطة مئوية هو الأكبر في معدل التضخم منذ يوليو عام 2009. ودفع الانخفاض الشهر الجاري أسعار المستهلكين للتراجع أكثر دون المعدل المستهدف للتضخم من جانب البنك المركزي الأوروبي عند أقل قليلا من 2 بالمائة. ويتوقع كثير من المحللين أن يخفض البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو ما قد يتقرر خلال اجتماع البنك بعد غد الخميس في محاولة لتعزيز الثقة في اقتصاد منطقة اليورو. ويبلغ سعر إعادة التمويل القياسي للبنك حاليا 0.75 بالمائة. وتأتي بيانات التضخم عقب صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المحبطة لتكتل العملة الموحدة المؤلف من 17 دولة. وأثار تدفق الأنباء السيئة مخاوف من أن المنطقة قد تتعرض لركود ممتد. وكان السبب الرئيسي وراء تراجع معدل التضخم هو حدوث هبوط كبير في أسعار الطاقة، إذ ارتفعت بنسبة 1.7 بالمائة في مارس لكنها انخفضت بنسبة 0.4 بالمائة في أبريل. ومن جهة أخرى كشفت بيانات جديدة صدرت امس أن عدد العاطلين عن العمل في منطقة اليورو التي تضربها أزمة مالية استمر ارتفاعه خلال مارس مع بلوغ معدل البطالة رقما قياسيا عند 12.1 بالمائة. وترتفع البطالة بلا هوادة منذ منتصف عام 2011. وجاءت بيانات امس متفقة وتوقعات المحللين الذين يرى أغلبهم أن العدد سيرتفع أكثر بسبب استمرار أزمة ديون منطقة اليورو. وشهد مارس انضمام 62 ألف شخص آخر إلى طوابير العاطلين عن العمل في المنطقة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 19.2 مليون عاطل وفقا لمكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات». ويزيد الرقم بمقدار 1.7 مليون عاطل عن الشهر نفسه من العام الماضي. وحوالي 3.6 مليون شاب ممن تقل أعمارهم عن سن الخامسة والعشرين ليصل معدل البطالة بين الشباب إلى 24 بالمائة. ولا تزال اليونان وإسبانيا هما الأكثر تضررا مع بلوغ المعدل العام للبطالة نحو 27 بالمائة، وتجاوز معدل البطالة بين الشباب حاجز 59 بالمائة في اليونان وأقل قليلا من 56 بالمائة في إسبانيا. ويختلف الوضع على نطاق واسع في أنحاء منطقة اليورو. ففي الطرف الأدنى من معدلات البطالة، تأتي ألمانيا والنمسا بمعدلات بطالة تبلغ عموما نحو 5 بالمائة فقط ومعدلات بطالة بين الشباب عند 7.6 بالمائة. وفي الاتحاد الأوروبي الأوسع الذي يضم 27 دولة، لا يزال معدل البطالة العام عند 10.9 بالمائة في مارس على الرغم من بطالة نحو 69 ألف شخص آخرين. وبلغ عدد العاطلين عن العمل في الاتحاد نحو 26.5 مليون عاطل.