يبدو أننا مع دوري وموسم استثنائي يحمل من اسمه الشيء الكثير فهو (جميل) مع إثارة ومتعة كروية منذ انطلاقة الجولة الأولى ويقولون ليالي العيد تبان من عصاريها وهي كذلك مع دوري جميل. فمن خلال الجولة الأولى استمتعنا بالندية ولم نفرق بين من هو بطل الدوري ومن الصاعد وما بين الأندية الكبيرة وأخرى عكس ذلك. فالكل تسابق لحصد النقاط أولاً بأول لتنفعه في (اليوم الأسود) فحفل اليوم الأول بأهداف جميلة منها ما هو سابق الريح ومنها ما جاء بطرق تكتيكية رائعة. فالنصر ظهر بمظهر يرضي محبيه ويرضي غرورهم، صحيح أنها كانت أمام نجران الذي استبسل وقاتل من أجل الخروج حتى ولو بنقطة من النصر. وقد يكون الخطأ التحكيمي ساهم في قتل متعة أكثر للمباراة بعد أن ألغى الحكم هدفا صحيحا لنجران، إلا أن ذلك لا يلغي جهود لاعبي النصر. ومثلها مباراة الشرقية التي جمعت النهضة بالشعلة وهي مباراة شهدت أربعة أهداف وكانت الإثارة حاضرة منذ انطلاقة اللقاء. وقد أعطى النهضة مؤشراً وتنبيهاً قوياً للأندية. إنه ليس لقمة سائغة يسهل هضمها، بل سيكون غصة في حلوق المنافسين ومثله الشعلة الذي تألق العام الماضي ويرغب في البقاء بين الكبار. أما بطل الدوري الفتح فقد عاد منه التعاون بنقطة غالية وهي النقطة التي كان يحلم بها المنافسون عندما يقابلون الفتح العام الماضي وما نبرره للفتح أنه مازال يعيش نشوة (الفرح) بعد إضافته السوبر للدوري، لكن ما يهمنا في الأمر أن التعاون ظهر بمظهر لائق كان يستحق من خلاله نقاط المباراة الثلاث. أما مباراة الهلال مع العروبة الصاعد حديثاً فقد كانت (أفقر) المباريات فنياً ظهر فيها الهلال في الشوط الأول حملاً وديعاً أمام ثقة لاعبي العروبة الذين كانوا يتناقلون الكرة بثقة وكأنهم ليسوا بفريق صعد لأول مرة لدوري الكبار، لكن الهلال حقق المراد والمهم في المباراة وتفادى إعاقته من الفريق الصاعد بعد أن حقق ثلاثة أهداف جلبت له ثلاث نقاط. الأهلي ظهر بمظهر جيد استطاع خلاله أن يغيب الفيصلي بالظهور أمام جماهيره وصعقه بثلاثية كانت كافية لتضعه مزاحماً بقوة لمن يتنافسون في الصعود للقمة. مباراة الرائد والاتفاق ظهر رائد التحدي كما كانت تريد منه جماهيره وأخفى معالم فارس الدهناء وطمس تاريخه وما يظهر لنا بهذا الموسم أن الاتفاق هذا العام سوف يعاني كثيراً بعد أن فرط في أبرز نجومه الذين سيكون معظمهم حبيسي دكة البدلاء في الأندية التي انتقلوا إليها لأنهم مؤثرون في الاتفاق أكثر من الأندية التي انتقلوا إليها والأيام سوف تؤكد كلامي ومن حقهم البحث عن تأمين مستقبلهم في أي ناد يدفع أكثر. أما مباراة الأسبوع - من وجهة نظري - فأجد أنها مباراة الشباب مع الاتحاد. فقد استطاع اللاعب مختار فلاتة لاعب الشباب السابق أن يمزق شباك فريقه برباعية أشكالا وألوانا، سوبر هاترك ليجدد الاتحاد انتصاره في ختام الموسم ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ويفتتح موسمه الجديد بانتصار على نفس الفريق الذي اختتم به انتصاراته. أن ينتصر الاتحاد والهلال والأهلي والنصر في بداية الدوري ويعتلون قمة سلم الترتيب يعطيك تفاؤلا بأننا مع دوري استثنائي (جميل) يحمل في طياته أيام الزمن الجميل عندما كانت هذه الأندية الأربعة الكبيرة تتنافس فيما بينها وتحصد الأخضر واليابس قبل أن يدخل عليهم الشباب والاتفاق ويفرضا على الإعلام أن الأربعة الكبار ما أصبحوا كباراً وأن هناك أندية تستحق أن تكون بين الكبار. لا ينقص دورينا حالياً إلا الحضور الجماهيري، فمباراة واحدة بالدوري الإنجليزي جماهيرياً تعادل حضور الجماهير السعودية في الدور الأول كاملاً فهل هذا يعقل؟ نحن لا نفرض على الجمهور الحضور فكل طرف عليه مسؤولية. فلجنة المسابقات عليها دور والشركة الراعية عليها دور في عملية جذب الجماهير من خلال تحفيزهم للحضور من خلال وضع جوائز أسبوعية عبارة عن سيارات وأجهزة كهربائية وتذاكر سفر لحضور مباريات عالمية، إضافة إلى تطوير ملاعبنا من خلال الخدمات المقدمة للجماهير مثل التعاقد مع مطاعم فاخرة عالمية ومقاه راقية ودورات مياه تراعي الذوق العام وتوفر خدمة الواي فاي للجماهير مجانا من أجل صناعة بيئة جاذبة للجماهير. [email protected]