بعد كأس السوبر.. اليوم تعود الإثارة من جديد للكرة السعودية عبر انطلاق ثاني البطولات السعودية وهي البطولة الأهم والأقوى والأطول (بطولة الدوري). البدايات دائما تكون صعبة في أي مسابقة وتحديدا للأندية التي وضعت بطولة الدوري هدفا لها ولهذا يحرص مدربو هذه الأندية على تجاوز أول مباراة وضمان النقاط الثلاث. وفي المقابل الأندية التي غالبا تكون بالوسط والأندية التي هدفها البقاء في هذا الدوري هي ايضا لا تتمنى ان تكون البداية بخسارة فان لم تحقق الفوز فالتعادل أمر جيد لها. أغلب الأندية السعودية استعدت للموسم من خلال اقامة المعسكرات الداخلية أو الخارجية والبعض منها شارك في بعض الدورات الخليجية المجمعة بهدف لعب مباريات قوية والاستفادة منها. القلق الكبير الذي يلازم المدربين هو الخوف من عدم ظهور فرقهم بشكل جيد في أول ثلاث جولات تحديدا بالموسم، لأن معنويات اللاعبين ستتأثر من ذلك والنقد سيكون أكبر على المدرب والادارة. غالبا يشعر الكثير من المدربين بارتياح كبير خلال فترة الإعداد عندما يشاهدون لاعبيهم يقدمون تدريبات مميزة ومباريات ودية تظهر فيها شخصية الفريق. ورغم كل هذا الارتياح فهم يعرفون ان المباريات الودية ليست حكما نهائيا على مستوى الفريق وان المباريات الودية ستختلف كليا عن المباريات الرسمية عبر بطولة الدوري. في المباريات الرسمية تختلف المعطيات فقد تأتي يوم المباراة بكامل جاهزيتك وتخسر لاعبا مهما للطرد أو الإصابة، وقد يرتكب لاعب لديك خطا فادحا وتضيع منك المباراة. وقد يقدم فريقك مباراة رائعة فيها كل فنون كرة القدم، لكن لا تسجل ويستغل خصمك فرصة وحيدة ويظفر بالنقاط الثلاث وتضيع منك المباراة. الأهم في بطولة كالدوري ان يكون لديك (أربعه لاعبين أجانب محترفين ) على مستوى عال ولاعبين محليين لديهم القدرة والطموح للوصول للهدف قادرين على التأقلم مع ظروف المباريات ودكة بدلاء جيدة وادارة تدعم الفريق طول الموسم. منذ سنوات طويلة والثلاثي ( الهلال والشباب والاتحاد ) هم من يفرضون الاحتكار على بطولة الدوري قبل ان يتدخل ( الفتح ) الموسم الماضي وينهي هذا الاحتكار بالفوز بالبطولة. الأندية التي جعلت بطولة الدوري أحد أهم اهتماماتها (كالهلال والشباب والاتحاد والنصر والفتح والأهلي ) هذه الفرق - بلا شك - ستعاني كثيرا من الضغوطات. مشكلة هذه الأندية انها مطالبة بالفوز من جماهيرها في كل مباراة بغض النظر عن اسم الفريق المنافس وهذا الأمر يصعب مهمة هذه الفرق ويجعلها تلعب تحت الضغط. هناك أندية في دوري جميل أنفقت الملايين من خلال تعاقدات مع لاعبين وأجهزة فنية وطبية واقامة معسكرات وقدمت كل شيء لمدربيها حتى ينجح الفريق ويصل للهدف المحدد. هؤلاء المدربون الذين وضعوا شروطهم لينجحوا وكلفوا النادي الملايين مطالبون أيضا بتقديم عمل يوازي نظير ما قدم لهم، والأهم ألا يتحججوا بأمور أخرى عند تعثر الفريق. اليوم مع أول اللقاءات قد يفعلها التعاون بالفتح ووارد ان العروبة يوقف الهلال والرائد يحرج الاتفاق والفيصلي يتعب الأهلي ويتعثر الشباب أو الاتحاد في مواجهتهما ونجران قد يقلق النصر والنهضة قد يتألق أمام الشعلة، وقد تنتهي المباريات دون أي مفاجآت. أخيرا ... بعد ان فعلها الفتح الموسم الماضي .. هل يكررها هذا الموسم؟ أم تعود البطولة لمن اعتادوا عليها: الهلال والشباب والاتحاد؟ أم ستكون البطولة هذا الموسم للنصر أو الأهلي؟