هناك بعض الشخصيات المحيرة التي يتعامل معها الناس بناء على مؤشرات معينة فيثنون عليها ويجدون لديها كثيراً من السمات المميزة فيفرش لهم الورد أينما حلوا ! ولو عدت إلى أشخاص تعاملوا معهم فترة أطول أو أقرب كمقر عملهم الرئيس مثلاً لوجدت آراء مختلفة تماماً عنهم. لا أدري كيف يصنف أصحاب تلك الشخصية أهي شخصية تلاعبية تعرف كيف تصطاد بغيتها أو شخصية سيكوباتية يصعب التعرف عليها بسهولة لقدرتها الخارقة في التلاعب بالناس بحلو اللفظ وجميل الوعد، لكن بلا نتائج، هؤلاء ليسوا من النوع الذي قال عنه الشاعر: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب لأنه يعطي الجميع كلاماً حلواً كالعسل ولا يروغ أبداً لأنه ثابت على أسلوبه المتلون فهو يريد ثمن هذا الكلام وعادة ينجح في الوصول إليه بكل وسيلة ممكنة ومن كل من يتعامل معهم أو يتلاعب بهم.. هؤلاء لهم قدرة عجيبة على إيهام من حولهم بقدراتهم الخارقة في اختراع الأكاذيب الملونة. هناك من يكتشف حقيقتهم سريعاً وهناك من لا يتبين ذلك إلا بعد حين من الزمان. قد ترى أحدهم وهو يصول ويجول في كل ميادين المسرح والأدب والجامعة والمحاضرات والمؤتمرات والولائم الخاصة وكثيراً من الدروب الاجتماعية التي يندس فيها بحثاً عن بروز هنا وهناك سعياً وراء سلطة مبهرة ، لذا تجده يخدع أكبر عدد ممكن ممن هم حوله. وقد ترى أحدهم وهو يصول ويجول في كل ميادين المسرح والأدب والجامعة والمحاضرات والمؤتمرات والولائم الخاصة وكثيراً من الدروب الاجتماعية التي يندس فيها بحثاً عن بروز هنا وهناك سعياً وراء سلطة مبهرة ، لذا تجده يخدع أكبر عدد ممكن ممن هم حوله، يخدع رئيسه ويخدع مرؤوسيه بأكاذيب جميلة بهية المنظر لأنها مطلية بأحلى الكلمات التي إذا سمعها المرء مرة أو اثنتين سبح الله وقال: ما أجمل هذه الأخلاق وما ألطف هذا الكائن الذي يستحق أن يكون في مصاف النجوم!! هذا النوع من الناس تنكشف أقنعتهم بعد حين قصير جداً في الأماكن التي يكون الاحتكاك بهم مباشر ومستمر، لكنهم لا ينكشفون خارجه لأن سيرتهم اللسانية والورقية تسبقهم وهي مليئة بالتميز والأعجب منهم أولئك الأشخاص الذي يصدقونهم بعد أول وصلة مديح لذاتهم ومديح لمن يستمع إليهم لدرجة أنه ينقاد كالمسحور خلف كل ما يقال حتى تقع الفأس على الرأس وينكشف المستور من الخواء والحالة المرضية المزمنة في عقول وقلوب بعضهم مثل هؤلاء كيف يتنامون ؟ إن تناميهم في أكثر مكان ليسوا وحدهم السبب فيه فهم مجرد جزء فقط فهم يملكون قدرة وبراعة كلامية يحاولون أن يصبوها في أذن من يقابلون ويتعاملون معه ولابد أن يصادف أشخاصا جائعين إلى المديح والثناء المستمر بالحق وبالباطل فإذا وجد ضالته صار كل واحد منهما يبادل الآخر العطاء، ذاك يعطي حلاوة من طرف اللسان والآخر يستجيب ويعطي امكانيات أكثر وأكثر وهذا في رأيي واحد من أهم أسباب فشل بعض الإدارات العامة من الخارج ومن الداخل، وهو أحد أسباب تراجعنا بشكل عام في الأداء الإداري عندما يصل أولئك إلى مواقع مهمة تتطلب العمل والانتاج وليس الهذر الذي طولت خطبه. Twitter: @amalaltoaimi