قبل بضعة أيام كتب الأستاذ مأمون فندي موضوعاً سياسياً مطعماً بتصوراته المرحة الأنيقة، واتجه بجدية واضحة إلى تمييز دور المملكة العربي وكيف أنه قفز من مصاف الجدل العربي إلى عضوية البروز الدولي، بل بين أقلية النخبة الدولية التي يعني الدخول فيها مع توفر الاحترام الذاتي تتوفر أيضاً إمكانية معالجة أوضاع الخلل العربي وتعدد قضاياه.. بالتأكيد شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز لن يستطيع أي مؤرخ أن يتجاهل دورها، بل تأسيسها لهذا الصعود الدولي الذي توفر الاحترام له بداية بما عاشه المجتمع السعودي من بدايات بناء متعددة الأهداف، وأن صراحة وحزم رجل المهمات الصعبة هما حصانة قدرة الاستمرار.. جالت في ذهني عبارة الدخول في ملعب التنافس الدولي.. ذروة الوصول إلى التسابق نحو كأس العالم.. تصور فيه مجال البساطة وذكاء وسيلة الوصول إلى أذهان الناس بعد أن أصبح التنافس الرياضي مستوطناً عواطف الجميع.. إن لم أقل عقولهم.. هل المشكلة لدينا تتوقف على ركود أساليب الملعب العربي وتردي احتياجه إلى «حكم» أجنبي كلما تعقدت قضاياه حيث يصعب جداً أن نقول عن «الأجنبي» الخصم وليس الحكم هو الخصم الوحيد.. في عالمنا العربي توجد دول لديها تصور أن افتعالها لمبررات مشاكل وخصومات من شأنه أن يعلي مقامها، وبالتالي فهي تقفز عند أي حلبة تبادل لكمات.. صنف آخر لا يبحث عن الشهرة ولكنه متطوع في مهمة خلق المشاكل، ومغامراته مبالغ في كرم دعمها المالي لصحف التأجير وترويج الأكاذيب.. هل الملعب العربي وحده نقطة الضعف؟.. أبداً.. نحن لو أغفلنا أهميتنا الدولية ودخولنا المشرف في عضوية الاحترام العالمية فأعطينا «لدوري الحواري» شيئاً من انشغالنا فاكتسب أهمية التعطيل لمسارنا الثقافي والحضاري نكون مثل لاعب مبهر التأهيل والموهبة لكن إصاباته تتكرر في منافسات «الحواري» غير المعروفة وغير المقننة.. ومع أن مثل هذا النموذج مرفوض بسبب تواجده على شكل انغلاق ديني ومطاردة مقززة لخصوصيات الآخرين إلا أن إهمال الالتفاف إليه لا يكفي في سبيل توفير المناعة لمشوار تطورنا الحضاري والاقتصادي والعلمي، وإنما يجب محاصرته بالتثقيف والتنوير لكي نعطل ذلك التباين بين واقع دولي وعربي مرموق وتدني تصرفات مرفوض..