في كل حركة وسكنة للأم ،تدعو لابنتها أو لبناتها بالزوج الصالح وبأن تراها قريبا في بيت العز والهناء، وهذا شيء طيب ولا شك ولكن غير طيب و (المأزق) أن الأم تدعو وتتمنى فقط وهي لم تحرص على اعداد بنتها أو بناتها ليكنّ نساء كاملات يُجِدن أعمال البيت والعناية بأسرهن ومن أهم هذا الإعداد فريضة الصبر على المشقة قال تعالى: وَالْعَصْرِ،إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ،إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ولاشك أن ممارسة الحياة الزوجية مسؤولية ضخمة تحتاج للصبر والمجالدة، ولمستشار قريب يحث عليه، وأغلب الأمهات في هذه السنوات القريبة - بعد البدء في استقدام الخادمات -،لم يعددن بناتهن لتحمل أعباء بيت الزوجية ولا للصبر على الزوج سواء كان صالحا أو غير ذلك ، وطرق الاهتمام به،ولكنها ربتها تربية هشة،مدللة لا تجعلها كفؤا لتحمل تبعات منزل منفرد وزوج سواء أكان صالحا أو غير ذلك، فالزواج تعب وشقاء وممارسة ومسؤولية بيت وأسرة وليس مجرد تجربة بالصدفة ، يا تطيب وتستمر يا تخيب وتنهار؟! وزواج البنات المدللات تربية الخادمات قبل اعدادهن لتحمل المسؤولية لهو شيء غير طيب في حق البنات والبيوت الصغيرة..إن إعداد البنت لتكون زوجة رجل ثريّ يوّفر لها كل طلباتها بما في ذلك السكن المستقل، والخادمة والسائق،ومن غير شرط ذلك في عقد الزواج، لهو سلوك غير رشيد ومن الحتمي أن يعقبه الطلاق.. فكيف هو حال فتاة أعدت للزواج من(سليل ثراء) (فتوهقت) بحيث زوجّت من أحد (الفقراء) فتورط البنت بالبيت والزوج والعيال وهي لا تعرف حتى كيف تكوي ملابسها وبلوزتها ! إحدى البنات قبل زواجها بأسابيع تبكي وتقول لزميلاتها في العمل:شسوي بعمري وبحياتي كيف أتزوج وأعيش ببيت وحدي، وأنا ما أعرف أسوّي أي شيء من أعمال البيت؟! افزعولي تكفون يابنات وعطوني رأيكم تراني متوهقة وما انام الليل. بالله عليكم هالبنت وغيرها من هي في ذمته؟!ومن المسؤول عن تربيتها هذه التربية الهشة والمرفهة ترفيها يدعو للخراب وليس للخير وإدارة منزلها! وكيف لشاب في بداية حياته وتدني مستوى الرواتب وارتفاع الأسعار وغلاء الإيجارات والمعيشة،والبعض مسؤول عن أسرة(أم وأخوات وإخوان)أن يوفر للزوجة حياة مرفهة لا يقوى عليها رجل ثري؟! كثير من أمهات البنات نسمعهن يتحدثن في مجالس النساء بأنهن لا يردن لبناتهن إلا الزوج الصالح وينكشف كذبهن في أول موقف يواجه الزوجين حيث يتبين أنهن لا يردن إلا الزوج الثري ولا شيء غير المال فإن قصر الزوج بشيء لوّحت له بطلب الطلاق واستحباب الفراق ولا شيء غير الفراق طالما أنه لن يستطيع توفير المال الكافي لشراء كماليات لا تغني ولا تسمن من جوع فقط كماليات ولازم تكون ماركة ولا ينسى السفر فالسفر شيء أساسي في حياة البعض ولابد من إعداد مطبخ جيد ولكن الأكل من المطاعم!وقد قالتها لي يوما إحدى هؤلاء النسوة: بأنها تحب التمشي والسفر!!!قلت: كلنا نتوق أحيانا للخروج من المنزل ولكن ليس بشكل دائم ومتكرر وليس أساسيا ولو أن يجبر الزوج على أخذ قرض!!! القروض من أجل السفر دليل على عمى الرأي فلذة السفر تذهب وتتلاشى وتبقى حسرة القرض فأل شؤم ترهق كاهل المقترض. عزيزتي الأم. لا تكوني مخطئة في حق ابنتك الغالية عليك ولا تكوني هادمة لبيتها مشتتة شملها ومفرقة لأطفالها فأبناء الطلاق أشد بؤسا من الأيتام، واعديها -إن كنتِ حقا تحبينها-إعدادا جيدا لتكون زوجة تبني بيتها ولا تهدمه بمساعدتك لها وتشجيعها على الطلاق عند أقل مواجهة مع أزمات الحياة والتي لا يخلو منها بيت،إلا بيت محصّن بحصن الإيمان الرصين. twitter:@NSalkhater