بصراحة كل المعطيات التي أمامي تؤكد ان الدوري السعودي في موسمه الجديد سيكون مختلفا عن كل المواسم السابقة فاستعدادات معظم الاندية كانت أكثر من جيدة والزخم الإعلامي الذي يحيط بفرق «جميل» برأيي هو أحد أهم الأسباب التي ستجعل الموسم الجديد مختلفا في كل شيء عن المواسم السابقة، وبناء على هذه المعطيات أستطيع ان أقول: إن طموح الفرق في الوقت الحالي اختلفت عن السابق ويبدو ان تحقيق الفتح اللقب النسخة الماضية ساهم وبشكل مباشر في اعطاء الفرق غير الجماهيرية وذات الامكانات المحدودة طموحا جديدا لتحقيق الذهب، ولو رجعنا للفترة التي سبقت انطلاقة الموسم الجديد نستطيع ان نقول: إن عنصر المفاجأة قد يكون حاضرا وبقوة في موسمنا الجديد. في قراءة فنية سريعة أجد ان القيمة الفنية بالموسم الجديد ستسجل حضورا مميزا لها، فبطل النسخة الماضية والسوبر السعودي فريق الفتح نجح في تحقيق بطولة محلية مع بداية الموسم وهو ما يعطي ادارته الوقت الكافي لتنفيذ الخطط التي تم رسمها في السابق ما يعني ان الفتح سيكون حاضرا وبقوة في منافاسات الدوري، والهلال الذي تعاقد مع سامي الجابر مدربا للفريق قادر على ان يعود لرفع اللواء من جديد وتشكيل فرق المقدمة وفق الطريقة التي لا يجيدها جيدا، ولعل البوادر التي أمامي تعطيني انطباعا مبدئيا عن عودة قوية للهلال في كافة المنافسات المحلية وربما الآسيوية، وفي المقابل فان قطبي جدة الاتحاد والأهلي لايزالان يمارسان التناقض في كل شيء، فالأهلي نجح في تسجيل عدد كبير من اللاعبين ودعم الفريق بصفقات أجنية قادرة على صنع الفارق، فيما لايزال الاتحاد يعاني الديون والقضايا المالية والحرمان من تسجيل أي لاعب، وفي الشباب حيث معقل الليوث لاتزال الخطوات تسير بشكل جيد لصناعة فريق مختلف في الموسم الجديد. أما النصر فلايزال هذا النادي يمارس التناقضات في كل شيء، فادارته تتعمد ان تنفق ملايين الريالات على صفقات «أي كلام» فيما تعجز عن سداد مرتبات اللاعبين وحقوقهم المتأخرة ما جعل الأمور تسير في الاتجاه المقلوب في كل شيء، ولعل صفقة يحيى الشهري بالتحديد وما تبعها من صفقات «مضروبة» تؤكد صحة كلامي حول معاناة هذا النادي الذي لا يمكن له ان يحقق بطولة أو يرضي جماهيره العاشقة بهذه الطريقة العقيمة في التفكير . خلاصة القول: إن الموسم الجديد يشهد تناقضا كبيرا بين الفرق وبالأخص فيما يتعلق بالجوانب المالية، فهناك أندية لا تملك المال وليس عليها ديون ومع ذلك تحقق بطولات محترمة كالفتح، وفي الجانب الآخر هناك أندية تملك ملايين الملايين ومع ذلك تخرج من المولد بلا حمص وفوقها ديون مليونية إثر قراراتها المتخبطة، وهنا يأتي الفرق بين من يعمل ومن يتخبط ويستمر على نفس السياسة التي عفى عليها الزمن.