لا يمتلك الملايين ولا الاضواء التي يتمتع بها رفقاؤه من أندية الشهرة والتاريخ والجماهير كالهلال والاتحاد والنصر والأهلي والاتفاق والشباب، لكنه يوما بعد يوم وموسما بعد الآخر يحقق ما عجز عنه الكثيرون مسجلا احدى الظواهر التي تستحق التمعن والتوقف عندها طويلا والدراسة في الكرة السعودية عبر تاريخها الطويل بما قدمه هذا النادي القادم من الاحساء الى سماء البطولات والمجد بامكانيات قليلة وفكر راق أثبت ان الفكر والتخطيط هو الاهم.. فالنموذجي حقق ما عجز عنه 147 ناديا من 153 ناديا لم يتمكنوا طوال تاريخهم من تحقيق البطولة الاكبر في تاريخ المسابقات السعودية عندما نجح في العام المنصرم بتحقيق بطولة الدوري واكملها بتحقيق اللقب الثاني له في تاريخه في اقل من 4 شهور يعد انجازا بكل المقاييس قياسا بتاريخه القصير بين الكبار وقد لا يعلم البعض ان الفتح هو الفريق الوحيد الذي نجح في تحقيق انجازات من فرق دوري الثانية وليس من فرق الاولى فجميع من حقق البطولات في الكرة السعودية لم تشارك في تاريخها في دوري الثانية عدا الفتح. وعندما نقول ان نادي الفتح الذي عاد لدوري ركاء قبل 10 مواسم في عام 2003 وشارك لمدة أربعة مواسم متتالية في دوري الاولى نجح في الموسم الرابع من تحقيق الصعود لدوري المحترفين في موسم 2009 لأول مرة في تاريخه وبعد تأسيسه ب51 سنة، وفي الموسم الرابع كشر عن انيابه وحقق البطولة الكبرى وأصبح الزواية السابعة في الدوري السعودي بعد ان كان مقتصرا على 6 زوايا, ولم يكتف ببطولة الدوري فنجح في تحقيق بطولة الوحدة الدولية بدولة الامارات والتي تعد بطولة ودية في شهر رمضان وأكمل المشوار بتحقيق أول كأس سوبر سعودي امام الاتحاد الذي يلعب بسلاحي الارض والجمهور، ففي ذلك دعوة للتوقف عند حدود النادي الذي يستحق أن يسمى بالظاهرة، ويقدم للآخرين عددا من الدروس المجانية التي تقدمها إدارة النادي بقيادة المهندس عبدالعزيز العفالق ونائبه سعد العفالق والمشرف على كرة القدم احمد الراشد. وليس الثلاثي فقط من يستحق الشكر فالبعض لا يعرف من هو الجندي المجهول في نادي الفتح الاستاذ ابراهيم الشهيل نائب المشرف العام على كرة القدم والذي يعمل ليلا ونهارا لحل أي مشكلة تواجه اللاعبين مع مدير إدارة الكرة الاستاذ محمد السليم ومسئول الاحتراف ومهندس الصفقات الاستاذ خالد السعود فهؤلاء من اسرار النجاح والتميز الذي ظهر به الفتح فهم أعضاء لجنة كرة القدم بالاضافة الى رئيس النادي والمشرف على كرة القدم وكان للجنة الفتح قرار تاريخي لا ينسى في موسم الفتح الثاني له في دوري زين للمحترفين عندما تعرض الى خسائر وهزة عنيفة وكثرت المطالبات باقالة المدرب الكابتن فتحي الجبال وعندما اجتمعت اللجنة قررت بنظرتها الثاقبة في الاستقرار وجددت ثقتها في المدرب لتجني في الموسم قبل الماضي الثمار بالفوز بالمركز الخامس في الدوري السعودي وثالث مسابقة الابطال والتأهل لتمثيل المملكة خارجيا وفي الموسم الماضي تحقيق بطولة دوري زين للمحترفين وفي افتتاح الموسم الحالي تحقيق كأس السوبر.. وحتى نختصر الكثير من التفاصيل والسيناريوهات، فلا بد أن نشير الى أن النادي لم يحصل على عروض رعاية من الشركات المحلية. ولكن يحصل على موارده المادية من قبل إدارة النادي وأعضاء الشرف الداعمين والدعم الذي يحصل عليه النادي لا يقارن بالأندية الكبرى ورغم ذلك لم يرهق ميزانية بصفقات خيالية واقتصر بالانتدابات على حاجة الفريق من اللاعبين وحافظ على الاستقرار كنظام لا يكلف الخزانة ما تنفقه أندية أخرى من الملايين!!.