لن أمتدحَ الفتح كفريق حقق بطولة دوري زين للمحترفين بكل جدارة واستحقاق وقبل نهايته بجولتين على اعتبار أن جميع وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي تحدثت وكتبت عنه وعن هذا الإنجاز وهو يستحق ذلك واكثر، ولكن الفتح غيّر المعادلة الكروية لدينا رأساً على عقِب ،وأرسل رسالة الى جميع الأندية بأن بطولة الدوري ليست حِكراً على الأندية الكبيرة ذات الإمكانات المالية الضخمة والنفوذ الاعلامي والكثافة الجماهيرية، وأن جميع الأندية بإمكانها أن تحقق بطولة الدوري, ولو انني او غيري قال: إن الفتح سيحقق بطولة الدوري قبل نهاية الدور الأول أو منتصف الدور الثاني، لقالَ لي بالحرف الواحد (انت تحلم) وماحقّقه الفتح بإمكاناتٍ مادية متواضعة عجز الملكي طوال 30 عاما عن تحقيقه وهو الفوز ببطولة الدوري ،بينما صرف الأهلي ضعف أو ضعفي ماصرفه الفتح النموذجي هذا الموسم. ماحقّقه الفتح من إنجاز يجب أن يُدرّسَ في المدارس والمعاهد والجامعات والاكاديميات والأندية على اعتبار أنّ ما تحقّق ماكان ليتحققَ لولا وجود الفِكر الإداري الاحترافي والمناخ الصحي للعمل والإبداع, وكل الأطراف الاربعة من ادارة النادي والجهاز الفني والجهاز الاداري واللاعبين قدّموا عملاً نموذجياً كلّ في مجاله دون تدخّلٍ من طرفٍ في صلاحيات الطرف الآخر، وهنا سرُّ النجاح والإبداعِ لاسيما وأن ادارة النادي تعمل بصمت وحكمةٍ ولايوجد في النادي خلافات او صراعات بين اعضاء مجلس الإدارة أو أعضاء الشرف ،بالإضافه الى عدم وجود ضغوط شرفيةٍ أو إعلامية او جماهيرية على إدارة النادي أو فريقِ كرةِ القدم. عملٌ كبير واحترافي قدّمته إدارة النادي برئاسة الشاب المهذب عبدالعزيز العفالق والاستاذ أحمد الراشد المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بخصوص عقود اللاعبين المحترفين ورواتبهم وعقود اللاعبين الأجانب، حيث كانت معقولة جدا ،ومنهم من قال إنّها متواضعةٌ جدا ،وهنا يجب الإشادة بإدارة النادي في التعامل الجيد والمثالي مع لاعبي الفريق ،ولم نسمعْ أنّ لاعباً فتحاويا اشتكى من تأخُّرِ تسلُّمِ حقوقه و أو أنّ هناك تأخُراً في رواتب اللاعبين المحترفين ولم نسمع بأن ادارة النادي ضاعفت مكافأة الفوز في الدوري كما يحدث في الانديه الاخرى الصغيرة منها قبل الكبيره. فتحي الجبال مدرب عربي من تونس، أكادُ أقول: إنه أرخصُ راتباً لمدرِّبٍ موجود في دوري زين للمحترفين من حيث قيمة عقده وراتبه الشهري ،وهو الذي أمضى عامه السادس على التوالي مع النموذجي ،كان الرجلُ الأول خلفَ هذا الإنجاز وأكثر من تحدث عن هذا الإنجاز بعكس انديتنا الأخرى الذي يتم تسليط الأضواء على رئيس النادي الذي يُبرز وجهه ويوزّع الابتسامات ويضبط الكشخة أمام كاميرات القنوات الفضائيه ،بينما العمل في الفتح احترافي وابتعد رئيس النادي العفالق والمشرف العام على الفريق الراشد عن مسرح الأضواء وتم منح الفرصة للمدرب الطموح الجبال في التّحدّث عن الإنجاز وعن أبنائه اللاعبين الذين حققوا ماكان الوصول إليه بدون جعجعةٍ وثرثرة وهدره. ادرك تماما ان الفتح ربما لن ينافس الموسم المقبل على بطولة الدوري، وقد يخرج مبكرا من البطولة الآسيوية ،ولو حدث ذلك لا يُلام الفتحاويون على اعتبار ان الخبره تنقصهم ،وكما يقولون: إن الوصول إلى القمة صعبٌ ولكنّ المحافظةَ عليها أصعبُ ،ويحِقّ لكل فتحاوي واهل الاحساء الطيبين ان يفرحوا ويفتخروا بالنموذجي وإنجازهم التاريخي الذي لم يأتِ صدفة او ضربة حظ ،إنما تحقق بجهدٍ كبير وفكرٍ كبير وجدارة مطلقة واستحقاقٍ عظيم ،ولم يعتمدْ على نتائج الفرق الاخرى إطلاقا، واعتمد على نفسه بدليل انه حقق بطولة الدوري قبل نهايتها بجولتين ،وأصاب من تمنى تعثره في مقتل، وسيلعب الفتح للمُتعة والإمتاع أمام الوحدة والاتفاق في مباراتين، تحصيل حاصل، وتركَ للكبار المنافسة على المراكز من الثاني إلى الرابع وننتظر مَن يُساهم في تكريمه من رجال الأعمال بالأحساء والشرقية( وهُمْ كُثْرٌ ) ويستاهل النموذجي وما عليك من العُذّال لاسيما أنه هزم الكبار رايح جاي!! Abufaisal_sport