منذ أن أصبحت أندية الوطن لكرة القدم محترفة ونحن نعيش إيجابيات وسلبيات مختلفة، منها ما كان ملموساً ولاحظنا فيه الفكر التطويري واستفادت منه الحركة الكروية في ملاعبنا ، ومنها ما كان ضرره متفشياً ومستمراً حتى هذا الوقت دون أن نلتفت له ونضع له حلاً جذرياً. لست بصدد البحث عن كل النقاط الإيجابية والسلبية في الاحتراف حتى أسردها مجتمعة هنا، لأن هذا الأمر قد يكلف الصحيفة تخصيص مساحة ليست قليلة حتى يمكن احتواء هذا الموضوع من كل جوانبه، لكن توجهي لمناقشة الأمر المعني بهذا المقال أفضل، وستكون فائدته أكبر من التشعب ودمج أكثر من قضية في سياق واحد. عنونتُ مقالي (بسماسرة الفشل) وهم - كما وصفتهم فعلاً - كثير منهم من يستغل بعض هفوات رؤساء الأندية وعدم خبرة بعضهم الفنية في اتفاقيات وتوقيع عقود تتجاوز العقل والمنطق، وهم يعلمون جيداً أنه كلما ارتفع المبلغ كانت الفائدة أكثر ، مع الأسف بعض هؤلاء - إن لم يكن أكثرهم - من أبناء هذا الوطن الذين ترعرعوا فيه وأكلوا من خيراته يسيرون في هذا الاتجاه دون أن يتحرك لديهم الحس الوطني، وهم يرون أندية الوطن تغرق في الديون والقضايا لتكون السمعة الرياضية السعودية داخل أروقة المحاكم الدولية غير مشجعة على التعامل مع الأندية السعودية ؛ ما يضطر بعض اللاعبين المحترفين الأجانب الى أن يبالغوا في الزيادات المالية حتى يوافقوا على الانتقال واللعب في الدوري السعودي بحجة عدم ثقته في التعامل الاحترافي بينه وبين الطرف السعودي فيما يخص الجوانب المالية، وهذا الأمر تشترك فيه أطراف متعددة، والكارثة الحقيقية تظهر بعد أن يتم التعاقد معهم لنكتشف أنهم دون المستوى أو يعانون إصابات يتم تأهيلهم في أنديتنا وبعضهم تكون إصابته مزمنة، هذا الشق من العملية التعاقدية يسمى فساداً وهدراً مالياً واضحاً، بسبب استغلال بعض المواقف، ولا يعني للمستفيد من هذا التعاقد أي تبعات لهذا الأمر. أنديتنا تغرق في الديون وجزء كبير من هذه الديون بسبب (سماسرة الفشل) دون أي رادع، هم يقدمون خدمة للأندية وكنّا سنشكرهم على ذلك لو أن عملهم وفق الأسلوب الأمثل وتكون مصالحهم تتوافق مع مصالح أندية الوطن على حد سواء، لكن تكون مصلحتهم العليا وعدم الاكتراث بما يحدث للأندية جراء ما يقدم لهم، فهنا الوضع مختلف والسكوت عنه فساد.أنديتنا تغرق في الديون وجزء كبير من هذه الديون بسبب (سماسرة الفشل) دون أي رادع، هم يقدمون خدمه للأندية وكنّا سنشكرهم على ذلك لو أن عملهم وفق الأسلوب الأمثل وتكون مصالحهم تتوافق مع مصالح أندية الوطن على حد سواء، لكن تكون مصلحتهم العليا وعدم الاكتراث بما يحدث للأندية جراء ما يقدم لهم، فهنا الوضع مختلف والسكوت عنه فساد. بعض رؤساء الأندية لا يستطيع أن يخرج ويقول لجماهيره : أنا وقعت ضحية سمسار تلاعب بحاجات الفريق وأوهمني أن ما أبحث عنه لديه، لو فعل هذا من وجهة نظره قد يخسر مكانته لدى أعضاء الشرف والجماهير؛ لهذا هو يستمر في المكابرة وعندما يتضح فشل هذا اللاعب فإن أسهل طريق حتى ينجو من غضب الجماهير هو إلغاء عقد المدرب، ومن ثم اللاعب (المقلب)، ثم يصرح لجماهير ناديه بقوله : من أحضر هذا اللاعب هو المدرب ونحن كإدارة ننفذ ما يطلبه المدرب؛ لأنه هو المسؤول الأول والأخير عن الفريق، والأمثلة كثيرة في هذا السياق ولعل أقربها محترف النصر السابق مانسو والهلال مانجان والقائمة تطول. الحذر من بعض السماسرة خصوصاً من سبق التعامل معهم قد يبعد النادي عن أي خسائر جديدة في المستقبل، والاختيار المناسب المبني على سابق معرفة وخبرة مطلب لمن يبحث عن النجاح، ونحن - مع الأسف - في أنديتنا تتكرر مثل هذه الأخطاء، ومن يعلل هذه الأخطاء بضغط الجماهير في سرعة إنهاء ملف الأجانب المحترفين يغالط نفسه ويخدع جماهير ناديه، فالحذر الحذر من سماسرة الفشل .. ودمتم بخير.